فى الوقت الذى تتجه فيه الانظار إلى العاصمة الروسية موسكو، لمتابعة اللقاءات التى يجريها الوفد المصرى المكون من وزير الدفاع المشير، عبدالفتاح السيسى، ووزير الخارجية، نبيل فهمى، مع نظيريهما الروسيين، عاد إلى الواجهة الحديث عن صفقة أسلحة روسية تحصل عليها مصر. وتأتى زيارة السيسى وفهمى إلى موسكو، فى إطار اجتماعات (2+2) التى تتبعها روسيا مع عدد من الدول، وسبق لوزيرى الدفاع والخارجية الروسيين زيارة القاهرة فى إطار تلك الاجتماعات فى نوفمبر من العام الماضى. رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة الأسبق، اللواء عبدالمنعم سعيد يوضح ل«الشروق»، أن الموقف الأمريكى بعد 30 يونيو الذى وصفه ب«الميوعة» تجاه مصر، دفع الروس إلى محاولة فتح قنوات اتصال مع الجانب المصرى، الأمر الذى تلاقى مع رغبة مصرية فى فتح افاق دولية اوسع وزيادة تنويع مصادر السلاح. ولفت سعيد إلى أنه من الناحية العسكرية، فإن السلاح الروسى يتميز بسهولة الاستخدام، خاصة فى الجانب التقنى، إذ تعتبر الدبابات الروسية أكثر سهولة وأبسط من نظيرتها الأمريكية، مشيرا إلى تلك الطبيعة الخاصة للسلاح كان الدافع وراء استخدامه من قبل المصريين خلال حرب 1973 نظرا لملاءمته مع طبيعة الجندى المصرى فى حينها، والذى لم يكن على قدر كبير من التعليم. وأشار سعيد إلى أن التعاون العسكرى مع الجانب الروسى لا يجب أن يتوقف عند حدود السلاح، بل يجب أن يتم الاتفاق على استئناف تدريب الضباط المصريين فى الاكاديميات العسكرية الروسية العريقة، والتى درس بها رموز العسكرية المصرية مثل رئيس اركان حرب القوات المسلحة، الراحل الفريق سعد الشاذلى، والشهيد عبدالمنعم رياض. مراسل وكالة الأنباء الروسية بالقاهرة، رافييل ادمانوف، قال ل«الشروق» إن التفاصيل الخاصة بشأن تفاصيل صفقة الأسلحة يتم التعامل معها باعتبارها سرا تجاريا، ولا يمكن توقع ذلك إلا إذا أعلنت القاهرة من جانبها، مرجحا أن يتم التوقيع على اتمام الصفقة خلال تلك الجولة من اللقاءات بين المسئولين فى البلدين. وتابع ادمانوف، أن صفقة الأسلحة تأتى فى إطار الجانب التجارى البحت، موضحا أنه طالما مثلت منفعة مشتركة للطرفين فإنها ستتم دون أى مشكلات، مؤكدا أنه وفق المعمول به سابقا فى عقد الصفقات، فإن الفترة الممتدة من نوفمبر الماضى وحتى الشهر الجارى، فإن تلك المدة كانت مخصصة للتفاوض بين القاهرةوموسكو بشأن تفاصيل صفقة التسليح من الجانب التقنى والمادى ومواعيد تسليمها، مشيرا إلى أن البيانات الرسمية الصادرة من الجانب الروسى تقول إن زيارة الوزيرين المصريين تأتى ردا على الزيارة السابقة من قبل المسئولين الروس.