«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



باحث في الحركات الإسلامية يرصد ل«الشروق»: «الجندية والبيعة وقداسة المرشد» في مناهج الإخوان (1-3)
الولاء للإسلام لا يكتمل إلا بالانضمام للتنظيم.. والمنشق «ناكص للعهد مع الله»..
نشر في الشروق الجديد يوم 12 - 02 - 2014

- حوى: لابد أن يكون التنظيم هو العقل المفگر والمحرك للمسلمين.
- الجماعة ترى أن الانتماء إليها واجبًا دينيًا وترك تنظيمها إثمًا.
- البلاهة الظاهرية تأصيل ل«الابتسامة الصفراء».. والسمع والطاعة طريق العضو إلى التصعيد.
- الغضبان: على الحركة أن تبقى رصيداً من أشخاصها وتنظيمها وحركاتها سراً حتى لا تطغى عليها الجاهلية.
أثارت دعوات المصالحة مع جماعة الإخوان وإعادة دمج الجماعة فى الحياة السياسية جدلا واسعا حول حقيقة موقف التنظيم من العنف، ومن إصرارهم على العمل السرى، بعيدا عن رقابة الدولة، وطرحت الحالة الجدلية عددا من علامات الاستفهام حول الموقف الحقيقى للجماعة من تداول السلطة، ومدى قبولها للتعايش سياسيا ومجتمعيا وفق أسس الديمقراطية والدولة الحديثة.
فهل الإخوان تنظيم سرى يعتمد العنف والقوة وسيلة لتحقيق أهدافه؟ أم أن إطلاق هذه الأوصاف على الجماعة من قبيل المبالغات التى فرضتها الخصومة السياسية بين السلطة الحالية والجماعة؟.. وهل جاء قرار الحكومة بإعلان الإخوان تنظيما إرهابيا كاشفا للواقع الفكرى والعملى للجماعة؟ أم أنه خلع على الإخوان وصف الإرهاب دون سند أو دليل.
«الشروق» تلقى الضوء فى هذا الملف على منطلقات الإخوان الفكرية، وبنيتهم التنظيمية، ووسائلهم الحركية، وأهدافهم الأساسية التى قامت الجماعة من أجلها.
فالإخوان تنظيم مغلق، حديدى، لا يظهر منه على السطح إلا جزء ضئيل، ولا تسمح الجماعة لعامة الناس بالاطلاع على لوائحها الداخلية، ولا مناهجها التربوية، أو أهدافها المرحلية، ولا سبل نيل عضويتها، ولا طرق التصعيد للمواقع القيادية داخلها، مما يجعل من محاولات إدراك «الحقيقة البنيوية» للجماعة مهمة صعبة على أى باحث. إعداد
هيثم أبوزيدالاطلاع على المناهج التربوية للإخوان كفيل بكشف جزء كبير ومهم من أهداف الجماعة، ووسائلها، وأساليب تعاملها مع المجتمع، والسلطة، وأجهزة الدولة، والقوى السياسية، وقادة الفكر والرأى، والمنشقين عنها، والجماعات الدينية الأخرى، ونظرتها الحقيقية لكل هؤلاء.
وأهم ما تكشفه مناهج الإخوان، كيفية صناعة العضوية، ووسائل تأهيل من ترغب الجماعة فى ضمه لصفوفها، وترسيخ الشروط المطلوبة لهذه العضوية، عبر محاضن تربوية، تصهر الأفراد بأفكار الجماعة ورؤاها، وإخراجهم فى حالة من الاستعداد التام للسمع والطاعة، وتنفيذ تكاليف التنظيم دون تردد، والثقة فى قيادة الجماعة مهما كان ما يصدر عنها، حتى لو كان غريبا أو مناقضا لبديهيات العقل.
وتقوم المناهج التربوية للإخوان على عدد من الكتب، من أهمها «فى ظلال القرآن» و«معالم فى الطريق» لسيد قطب، و«الرسائل» لحسن البنا، و«المنهج الحركى للسيرة النبوية» للإخوانى السورى محمد منير الغضبان، و«المدخل إلى جماعة الإخوان» للقيادى السورى سعيد حوى، وكتب اللبنانى فتحى يكن، والعراقى محمد أحمد الراشد، كما وضع قسم التربية كتابا مهما من جزءين بعنوان «طرق التدريس» ووضع على غلافه اسما وهميا هو ماجد بن يحيى العويسان.
وبعض هذه الكتب مقرر للدراسة داخل الأسر الإخوانية، وبعضها غير مقرر بصفة رسمية لكن القيادات تحث أفراد الصف على قراءته ونشره بين الأعضاء، كما أن بعض هذه الكتب تم تدريسه لنحو ربع قرن، ثم أوقف قسم التربية تدريسه ليستبدل به كتب أخرى تحوى نفس الأفكار، وتؤصل كل هذه الكتب للأفكار الرئيسية لجماعة الإخوان، والتى يمكن أن نردها إلى أربعة أركان: التنظيم، والسرية، والمرحلية، والقوة.
«الشروق» تلقى الضوء فى هذا الملف على الأركان الأربعة فى فكر الإخوان، والشكل الهرمى التنظيمى، ومراتب العضوية فى الجماعة، ومناهج التربية الإخوانية وأهم روافدها.
الجماعة.. أو الإثم
يؤمن الإخوان إيمانا راسخا بالتنظيم، لا باعتباره وسيلة ضرورية توصلهم إلى أهدافهم، بل باعتباره مطلوبا لذاته، فالتنظيم جزء رئيسى من الفكرة الإخوانية، بل هو الفكرة الإخوانية فى حقيقتها، حيث تمتلئ مناهج الإخوان وكتبهم، بكل ما يرسخ فى نفوس الأعضاء من أهمية التنظيم، ووجوب الانضمام له، والحفاظ على وحدته، والطاعة لقيادته، ومقاومة أعدائه.
ويدرس الإخوان فى دورات تصعيد الأفراد من مستوى المؤيد إلى مستوى المنتسب وجوب العمل الجماعى من خلال تنظيم، ثم يستعرضون الجماعات العاملة على الساحة ليخلصوا أن الإخوان هى جماعة الحق، وأن الانضمام لتنظيمها واجب، يأثم من لا يلتزم به.
وقد كان حسن البنا أول من أسس لقداسة التنظيم، حين جعل الارتباط بالجماعة مشروطا ببيعة وقسم يؤديه العضو، ليصبح بعدها ملكا للجماعة، يبذل وقته وماله لأجلها، بل ويدفع روحه لنصرة لوائها.. ثم جاء سيد قطب، وأعطى أهمية كبيرة لفكرة التنظيم، وضخم من شأنها فى نفوس أتباعه، وأكد على ضرورة قيام «طليعة البعث الإسلامى» لتعيد الأمة الإسلامية، التى يرى قطب أن وجودها انمحى من فوق الأرض.
وقد أكد البنا مرارا على ضرورة الانتماء لتنظيمه، والانخراط فى صفوف جماعته، واعتبر أن الإخوان حازوا كل مميزات الجماعات والدعوات، فقال فى رسالة «دعوتنا»: «الإخوان دعوة عامة محيطة لا تغادر جزءا صالحا من أية دعوة إلا ألمت به وأشارت إليه».
كما أن البنا قسم الناس إلى أربعة أقسام بحسب موقفهم من الانتماء لتنظيمه، ووصف من قبل الانضمام لجماعته بأنه «مؤمن»، وألقى على من لم يحسم موقفه من عضوية الإخوان صفة «متردد»، واختار لقب «نفعى» لمن أعرض عن جماعته بسبب عدم انتفاعه منها، وأما من أدار ظهره للإخوان، ورفض الانضمام لتنظيمهم، فهو فى نظر البنا «متحامل» ينظر للإخوان بمنظار أسود، ولا يرى الخير الذى تحمله الجماعة.
ثم تضافرت مناهج الإخوان على أهمية الانضمام للجماعة، والانخراط فى تنظيمها، فنجد القيادى الإخوانى فتحى يكن أمير الجماعة الإسلامية فرع التنظيم بلبنان يقول فى كتابه «ماذا يعنى انتمائى للإسلام»: «إن الانتماء للحركة الإسلامية انتماء لهذا الدين، وامتثال لأمر الله، وطمع فى رحمته ورضاه».
ومن اللافت أن يكن ألف كتابا سماه «المتساقطون على طريق الدعوة»، ثم ترك الجماعة آخر حياته، ومات بعيدا عن عضوية التنظيم، فأصبح وفق معياره وكتابه من المتساقطين على الطريق.
أما القيادى السورى سعيد حوى، فيقول فى كتابه «المدخل إلى جماعة الإخوان»: لابد للمسلم من الارتباط بجماعة منظمة، ولابد أن يكون التنظيم صالحا، ومن تأمل وجد أن الإخوان هم الذين فطنوا لهذا الطريق وساروا فيه»... ويستدل حوى لكلامه عن وجوب الانتماء للتنظيم بقول الله تعالى «وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم» (النساء – 59).
ويضيف حوى فى نفس الكتاب: «لابد أن يكون التنظيم هو العقل المفكر والمحرك للمسلمين... وعلى المسلمين أن يوالوا بعضهم البعض، والولاء الكامل لا يتحقق إلا ضمن جماعة».
مراتب العضوية
مؤيد: مرحلة تربوية مؤهلة لعضوية التنظيم، حيث يتم اختيار مجموعة من الأفراد ممن يتوافر فيهم الاستعداد للعمل الجماعى والتنظيمى، وأبدوا قدرا من الليونة والطاعة، لينتظموا فى لقاء أسبوعى، يدرسون فيه مناهج وضعت خصيصا لهذه المرحلة، كما يطلب منهم بعض التكليفات المحدودة، وحضور الأنشطة العامة، وتستمر هذه المرحلة لمدة سنة على الأقل، تقرر بعدها قيادة الجماعة مدى صلاحية هؤلاء الأفراد للتصعيد لمستوى المنتسب من عدمه، ولا تحصل الجماعة من أفراد هذا المستوى اشتراكا شهريا.
منتسب: المستوى الأدنى لعضوية التنظيم الإخوانى، ويتم التصعيد إليه من مستوى «المؤيد»، بعد اجتياز دورة للتصعيد، يدرس العضو خلالها وجوب العمل لإقامة دولة الإسلام، وأن يكون العمل فى جماعة، كما تستعرض الجماعات العاملة على الساحة، مع تبيين عيوبها وسلبياتها، والانتهاء إلى أن جماعة الإخوان هى الأفضل، والأسبق، وأن الانتماء إليها واجب.. ومدة اجتياز هذا المستوى سنة على الأقل، قبل التصعيد إلى المستوى التالى.
منتظم: هو المستوى الأوسط لعضوية التنظيم، إذ يأتى بين مستويى المنتسب والعامل، ويتم التصعيد إليه من مستوى المنتسب دون دورة للتصعيد، ومدة العضوية المنتظمة خمس سنوات فى المتوسط، لكنها تزيد فى كثير من الأحيان، بسبب عدم تمتع العضو بشروط التصعيد للمستوى التالى، كأن يكون لديه أى خلل فى السمع والطاعة أو الثقة المطلقة فى القيادة، أو يكون كسلانا، أو لا يؤدى التكليفات على الوجه الأكمل، وبعض الأعضاء مكث فى مستوى المنتظم نحو عشرين سنة دون تصعيد للعضوية العاملة.
العامل: أعلى مراتب العضوية فى التنظيم، وبالأدق هى العضوية الكاملة، ولا ينالها العضو إلا بعد سنوات من التربية والاختبار، والمرور بمرحلتى المنتسب والمنتظم، ولابد لصاحبها أن يعطى مستوى عاليا جدا من السمع والطاعة، وألا يعرف بجدال ولا نقد، وأن يكون له جهد واضح فى تبرير كل تصرفات القادة والمسئولين مهما تكن غريبة، وتعتبر الجماعة العضو العامل صالحا لمعرفة أسرارها، بل إنها قد تعرفه بأنه العضو الذى توليه الجماعة سرها كله، وللإخوان العاملين حق التصويت عند إجراء انتخابات داخلية فى التنظيم، كما أن العضوية العاملة شرط لتبوؤ أى موقع قيادى، دون غيرها من المستويات.
ويؤدى العضو العامل قسم البيعة، وهو عهد وميثاق يعطيه الإخوان لمرشد الجماعة، ويتجدد عند اختيار مرشد جديد، ويحرص قادة الإخوان أن تؤخذ البيعة فى أجواء من الجدية والسرية التامة، وقسم البيعة كما يلي: «أعاهد الله أن أكون جنديا مخلصا فى جماعة الإخوان المسلمين، وأن أسمع وأطيع فى العسر واليسر والمنشط والمكره، وعلى ألا أنازع الأمر أهله، وعلى أن أبذل جهدى ومالى ودمى فى سبيل الله والله على ما أقول وكيل». وتنظر الجماعة إلى العضو العامل الذى يترك التنظيم باعتباره ناكصًا بالبيعة، وبالعهد مع الله.
هيكل التنظيم
الأسرة: هى أصغر وحدة تنظيمية داخل الهرم الإخوانى، وتتكون من عدد محدود من الأفراد يغلب أن يكون ما بين 5 إلى 7 أعضاء، من مستوى تنظيمى وتربوى واحد، وتنعقد مرة أسبوعيا، برئاسة مسئول يسمى «النقيب».
الشعبة: هى أصغر وحدة جغرافية فى تنظيم الجماعة، وتتكون من عدد من الإخوان ما بين 40 إلى 60 عضوا، موزعين على عدد من الأسر حسب مستويات عضويتهم، ويديرها مجلس مكون من نحو 6 أو 7 أعضاء يرأسهم مسئول الشعبة، وهو أول مستوى قيادى فى التنظيم.
المنطقة: مستوى تنظيمى جغرافى، يتكون من عدد من الشعب، ما بين 3 ل5، وتدار بواسطة مجلس إدارة المنطقة المكون من مسئولى الشعب ومسئول للتربية. وللمنطقة اختصاصات تربوية، بشأن التصعيد لمستويات العضوية، ولا تتمتع الشعبة بهذه الاختصاصات.
القطاع: وحدة تنظيمية جغرافية تضم عدة مناطق، وهو مستوى لا تعتمده الجماعة إلا فى المحافظات الكبيرة، حيث يصعب على قيادة المكتب الإدارى للمحافظة متابعة عدد كبير من المناطق، فأوجد التنظيم مستوى جغرافيا يضم كل عدة مناطق متقاربة فى قطاع واحد، فمستوى القطاع يوجد على سبيل المثال فى القاهرة والدقهلية والبحيرة، ولا يوجد فى بورسعيد والسويس.
المكتب الإداري: تقسم الجماعة الجمهورية إلى مكاتب إدارية بعدد المحافظات، فكل محافظة هى مكتب إدارى، يتبعه عدد من المناطق، ومسئول المحافظة هو رئيس المكتب الإدارى، كما أن لكل محافظة مجلس شورى خاصا بها، ويدير مسئول المكتب الإدارى المحافظة بالتعاون مع مجلس صغير هم أعضاء المكتب الإدارى، ويغلب أن يكونوا ممثلين لمختلف القطاعات الجغرافية للمحافظة.
القيادة العليا
مجلس الشورى: هو السلطة التشريعية للجماعة، ويضع السياسات العامة، ومن أهم اختصاصاته انتخاب أعضاء مكتب الإرشاد من بين أعضائه، ويتكون من نحو 110 أعضاء تنتخب مجالس شورى المحافظات 90 منهم، بينما يعين مكتب الإرشاد نحو 15، وتحظى القاهرة بالنصيب الأكبر من عضوية المجلس، حيث تتمثل ب19 عضوا منتخبا بالإضافة للمعينين، كما تمنح لائحة الجماعة عضوية مجلس الشورى العام لكل من سبقت له عضوية مكتب الإرشاد لمدة لا تقل عن عامين.
مكتب الإرشاد: هو الهيئة التنفيذية العليا للتنظيم، ويتكون من 16 عضوا، ينتخبهم مجلس الشورى العام للجماعة من بين أعضائه، بحيث يكون 9 منهم على الأقل من المقيمين فى القاهرة بصفة دائمة، ويتفرغون تفرغا كاملا لأعمال الجماعة، ويختار عضو واحد عن محافظتى الإسكندرية ومرسى مطروح، فيما ينتخب عضوان للوجه البحرى، وآخران للصعيد، كما يختار عضوان من الإخوان المقيمين بالخارج لعضوية المكتب، ويجب أن تتوافر فيمن يختار لعضوية المكتب بعض الشروط، أهمها أن يكون قد أمضى عشر سنوات عضوا عاملا بالتنظيم.
المرشد العام: هو الرئيس الأعلى لتنظيم الإخوان فى مصر والعالم، ويبايعه الإخوان العاملون على السمع والطاعة، ويعاملونه بإجلال يصل إلى درجة التقديس، حيث يظنون أنه لم يصل إلى مكانته التنظيمية إلا بمكانته الدينية روحيا وعلميا، رغم إن جميع مرشدى الإخوان لم يكن من بينهم من تخصص فى العلم الشرعى، وفى حالة غيابه، يتولى نائبه الأول جميع اختصاصاته.
ومن المتعارف عليه أن الجماعة مر عليها ثمانية مرشدين، أولهم المؤسس حسن البنا، ثم حسن الهضيبى، فعمر التلمسانى، فحامد أبو النصر، فمصطفى مشهور، فمأمون الهضيبى، فمحمد مهدى عاكف، ثم المرشد الحالى محمد بديع... لكن المدقق فى تاريخ الجماعة يعلم أن حسن الهضيبى توفى أواخر عام 1973، وأن عمر التلمسانى بويع مرشدا ليلة 1 يناير 1977، فهل ظلت الجماعة دون مرشد ثلاث سنوات؟، بالطبع لا، ويعلم كل من يقلب فى تاريخ التنظيم، أن الأعضاء النافذين المسيطرين من بقايا النظام الخاص، أمثال مصطفى مشهور وأحمد حسنين، قد اختاروا زميلهم حلمى عبدالمجيد مرشدا سريا للجماعة، لكن إخفاء اسم المرشد سبب مشكلات كثيرة ومتوالية، فاضطرت قيادة التنظيم، لاختيار التلمسانى، وإعلان اسمه للناس.
المراقب العام: هو المسئول الأول لأحد فروع التنظيم فى أى دولة فى العالم غير دولة المقر، وتنتشر جماعة الإخوان فى عدد كبير من الدول لا يعرف على وجه الدقة، وإن كان قادة الجماعة يزعمون وجود التنظيم فى نحو ثمانين دولة، ومن أشهر الدول التى يوجد بها مراقب عام اليوم، المملكة الأردنية، والسودان، كما يوجد مراقب عام للإخوان فى سوريا يقيم بالمهجر.
التنظيم العالمي: هو القيادة العامة لأفرع جماعة الإخوان فى مختلف دول العالم، ورئيسه الأعلى هو المرشد العام للجماعة، وباستثناء التمويل، يظل دور «العالمى» محدودا، ويقوم عدد من قيادات الجماعة النافذين فى الخارج ببعض الأدوار، يتم استخدامها فى تضخيم دور التنظيم فى نفوس الجماهير عموما وأعضاء الجماعة على وجه الخصوص، وبعد انتفاضة الشعب المصرى ضد حكم الإخوان، والضربات القوية التى تلقاها التنظيم فى مصر أمنيا وجماهيريا، فعلت الجماعة دور التنظيم الدولى، لمواجهة السلطة الجديدة فى مصر، وشن الحملات الإعلامية عليها فى دول الغرب.
السرية
تعتبر السرية ركنا أصيلا ومهما عند تنظيم الإخوان، لا يرتبط بمرحلة معينة، ولا بظروف طارئة، فالجماعة عرفت السرية منذ إنشاء مؤسسها حسن البنا ل«النظام الخاص» والذى اشتهر لاحقا ب«الجهاز السرى».. فقد أحاط البنا هذه القوة العسكرية الخاصة بقدر كبير من السرية والكتمان.
وبعد الضربة التى وجهها النظام الناصرى للإخوان عام 1954، عقب محاولة اغتيال جمال عبدالناصر بميدان المنشية فى الإسكندرية، أصبحت الجماعة كلها تنظيما سريا، لا يعمل إلا فى الخفاء، ولا يعرف أحد الأسماء المكونة لهرمه التنظيمى.
ولأن الملاحقة الأمنية كانت ذريعة العمل السرى للإخوان فى العهد الناصرى، فقد كان من المنتظر أن تخرج الجماعة إلى النور فى عهد الرئيس السادات، الذى أفرج عن أعضاء التنظيم من القيادات والقواعد، وسمح لهم بالعمل العام فى المساجد والجامعات والنقابات، فى مواجهة اليسار بشقيه القومى والاشتراكى، إلا أن القيادات المسيطرة على التنظيم تمسكت بالسرية، وبدأت البناء الإخوانى من جديد على أساس من الخفاء والعمل بعيدا عن النور.
وتؤصل مناهج الإخوان لأهمية السرية، وتفرد لها مساحات واسعة، وكعادة الإخوان دائما، تزعم كتب المناهج أن السرية هى اقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم، الذى عرفت دعوته فى مكة مرحلتين: الأولى هى سرية الدعوة وسرية التنظيم، والثانية هى علنية الدعوة مع استمرار سرية التنظيم.
ويقول فتحى يكن فى كتابه «ماذا يعنى انتمائى للإسلام؟»: «لا يجوز أن تكشف الحركة كل ما عندها من مخططات وتنظيمات، فليس فى ذلك مصلحة على الإطلاق، بل إن ذلك يعد جهلا بالإسلام، وتعريضا للحركة وأفرادها لمكر الأعداء.
أما السورى منير الغضبان مؤلف كتاب «المنهج الحركى»، فيتحدث عن أهمية السرية، ويلح عليها فى مواضع كثيرة من كتابه، فيقول فى صفحة 50: «لابد من المحافظة على سرية التنظيم، واختيار مركز سرى للتجمع بعيدا عن الأعين، يلتقى فيه الجنود مع بعضهم، ويلتقون بقياداتهم».
ويقول فى صفحة 116: «على الحركة الإسلامية ألا تظهر كل أوراقها، اعتمادا على وجود مناخ ديمقراطى، وعليها أن تبقى رصيدا من أشخاصها، وتنظيمها، وحركاتها، ومراكزها سرا، حتى لا تباد لو فكرت الجاهلية بالانقضاض عليها»، ولعل هذه الأسطر تلقى ضوءا على مسألة «الخلايا النائمة» التى شاع استخدامها أخيرا للإشارة إلى رجال الإخوان السريين فى مختلف المواقع.
وفى فقرة كاشفة لأساليب الإخوان وطرق تعاملهم مع قوى المجتمع يقول المؤلف: «لا شىء أقوى للحركة الإسلامية من أن تتعامل مع حلفائها وأعدائها ببلاهة ظاهرية، بحيث تعرف مخططاتهم وتتظاهر بجهلها لهذه المخططات». ويضيف: «كما لابد أن يكون للحركة رجالها فى صفوف العدو المحالف». ومن اللافت هنا أن المؤلف يؤكد على «البلاهة الظاهرية» حتى مع الحلفاء وأصدقاء الجماعة.
أما عن أهمية وجود جهاز معلوماتى سرى للجماعة فيقول المؤلف: «لقد ظهرت أهمية هذه القضية مع تجربة الحركة الإسلامية مع أعدائها، فضعف المخابرات لديها أدى لاشتعال معركة راح ضحيتها عشرات الألوف نتيجة المعلومات الخاطئة التى وصلت للمجاهدين.
- باحث فى ملف الحركات الإسلامية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.