«فيسبوك».. 10 سنوات على ميلاد «موقع» غيّر العالم

يراه البعض مضيعة للوقت أو انتهاكا للخصوصية، ويجده البعض الآخر الطريقة الفضلى للتواصل مع العالم والناس رغم المسافات وظروف الحياة.
عدد لا نهائى من المشاعر والأفكار والصور والتحديثات لمئات الملايين من الناس، مساهمته فى إحداث ثورات اجتماعية كبرى مثلما حدث فى مصر، وتحوله لجزء أصيل من ثقافة أجيال جديدة، ودخوله لعالم الأعمال والتجارة فضلا عن اقتحامه لدنيا الترفيه والعلاقات الشخصية، كلها أشياء تجعله وبلا مبالغة، واحد من أهم الظواهر الإنسانية المدهشة فى التاريخ الحديث.
يقول البعض إنه سيبدأ فى التراجع والذبول قريبا، وإنه ليس إلا مجرد ظاهرة مؤقتة لن يكتب لها الاستمرار، وإن كانت كل المؤشرات المتاحة تقول العكس تماما، وإنه فى أفضل أحواله، ويزدهر يوما بعد يوم، على صعيد عدد المستخدمين والأرباح والاهتمام، فترى أين يكون «كتاب الوجوه» الذى شغل العالم بعد 10 سنوات أخرى؟
مارك زوكربيرج.. الشاب المعجزة
شاب فى الثلاثين من عمره، ولكن عقله بلغ الكثير، استطاع أن يحصل على لقب « مؤسس الموقع الأكثر شعبية فى العالم»، بالطبع، إنه مارك زوكربيرج، مؤسس موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك، ورئيسه التنفيذى ورئيس مجلس إدارته.
ولد زوكربيرج فى أسرة تعمل فى الطب، ولكنه اختار مجالا مختلفا تماما فى المرحلة الإعدادية ليصبح مبرمج كمبيوتر صغير، وفى الثانوية استطاع أن يبنى برنامج ZuckNet وهو برنامج تواصل فورى مثل فيسبوك ولكن على شكل مصغر، وكان الهدف منه مساعدة العاملين فى عيادة أبيه فى التواصل سويا.
حاولت شركة مايكروسوفت توظيف زوكربيرج لديها بعدما بنى مشغل موسيقى (الوصلة العصبية) - والتى تستخدم الذكاء الاصطناعى فى التعرف على عادات المستخدم فى الاستماع- لكنه رفض، وحاولت أيضا شراء المشغل ولكنه لم يوافق أيضا، مقررا إطلاق المشغل مجانا.
فى 2002 التحق زوكربيرج بجامعة هارفارد، والتى كانت نقطة التحول له، ففى عامه الأول بالجامعة استطاع أن يطور برنامج يسمى CourseMatch لمساعدة الطلاب اختيار صفوفهم بناء على اختيارات الخريجين.
وفى عامه الثانى بالجامعة قام بتطوير برنامج Facemash الذى يسمح بعرض صور الطلاب الموجودين بالجامعة واختيار الشخص الأكثر جاذبية من بينهم، وهو ما قابلته إدارة الجامعة بالرفض لعدم ملائمته لقوانينها الخاصة، ومن هنا بدأت قصة فيسبوك....
موقع thefacebook.com كان أول خيار لزوكربيرج بعد رفض إدارة جامعة هارفارد لبرنامجه، ففى 2004 قام بتطويره وطرحه لطلبة الجامعة فقط، وهو الموقع الذى يتيح عرض صور الأشخاص والتواصل بينهم، وخلال شهر واحد استطاع الموقع أن يجذب نصف طلبة هارفارد.
وفى مارس 2004، تم إطلاق موقع فيسبوك لجامعات ستانفورد وكولومبيا وييل بعدما تم تطويره من قبل4 من أصدقائه إدواردو سافرين (المدير التنفيذى للشركة)، وداستين موسكوفيتز (مبرمج) وأندرو ماكولام (رسام جرافيك) وكريس هيوز (المتحدث الإعلامى لفيسبوك سابقا).
فيسبوك إلى العالمية
بعد نجاح الموقع تم إطلاقه لجميع كليات مدينة بوسطن وجامعة آيفى ليج، ومن ثم لكل جامعات الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، وفى يونيو من نفس العام تم نقل مقر فيسبوك إلى مدينة بالو آلتو بولاية كاليفورنيا.
وفى عام 2005 تم الاستغناء عن كلمة The من رابط الموقع بعد شراء نطاق facebook.com، مقابل 200 ألف دولار، وفى العام نفسه تم إصدار نسخ من الموقع للمدارس الثانوية، ثم تمت إتاحته للموظفين فى العديد من الشركات مثل آبل ومايكروسوفت.
وفى 26 سبتمبر 2006 أصبح فيسبوك عالميا، وفتح أبوابه إلى كل من بلغ عمره 13 عاما ويمتلك بريدا إلكترونيا، لينضم له ملايين المستخدمين يوما بعد يوم.