تشهد نسب مبيعات الكتب الإلكترونية فى جميع أنحاء العالم تزايدا مستمرا، وتتجه الكثير من دور النشر العريقة فى الوطن العربى لتحويل محتواها الورقى الثرى إلى محتوى رقمى متاح عبر الاجهزة الذكيه المنتشرة الان، معتمدة على تجارب عالمية ناجحة فى تطبيقات الكتب الإلكترونية، مثل «كيندل» من أمازون أو «iBooks» من آبل وغيرها. وفى ظل وجود القليل من التطبيقات التى توفر الكتب الإلكترونية العربية، جاء اطلاق تطبيق «كتبى» كأحد تطبيقات النشر الالكترونى التى يمكن ان تساهم فى نشر المعرفة الرقمية والتشجيع على تحويل المكتبة العربية الورقية بأدبياتها وعلومها وتصنيفاتها المختلفة إلى محتوى رقمى يمكن الحصول عليه فى اى وقت واى مكان. «كتبى» الذى تتعاون خلاله دار نشر الشروق ودار نهضة مصر العريقيتن مع عدد آخر من دور النشر والكتاب المستقلين، مع شركة فودافون للاتصالات، يتيح للقارئ العربى تصفح الكتب بعد عرضها بصيغة «EPUB» التى توفر للقارئ مزايا عديدة فى مقدمتها البحث داخل الكتاب عن أى كلمة، وتكبير أو تصغير الخط مع تغيير تنسيق النص تلقائيا لإتاحة قراءة مريحة مع إمكانية تحويل القراءة إلى النظام الليلى. ويوفر التطبيق، مزايا كبيرة للناشر حيث أنه مزود بحساب لكل ناشر يتيح له رفع الكتب الخاصة به وبأمان تام حيث تم عمل حماية للكتب عن طريق منظومة إدارة الحقوق الرقمية (DRM) بما يحفظ للناشرين حقوقهم ويمنع إتاحة الكتب بدون حقوق على الإنترنت، كما يتيح للناشر أيضا معرفة تقارير عن الكتب التى تم تحميلها حتى يتمكن من تقييمها ومدى إقبال القراء عليها. «كتبى» اصبح الآن واحدا من التطبيقات التى توفر الكتب الإلكترونية باللغة العربية لجميع عشاق القراءة فى العالم العربى، الا انه قد سبق وقدمت عدة تطبيقات مشابهة خدمات النشر الالكترونى للمكتبة العربية، مثل تطبيق «مكتبة نون» الذى اطلق عام 2009 من المملكة العربية السعودية، ويتم تحميله الآن فى اكثر من 166 بلدا، عبر نظامى «ويندوز فون» و«أندرويد»، بالإضافة إلى إمكانية تحميله من متجر التطبيقات الخاص ب«آبل»، أو تحميل الكتب مباشرة من الموقع الخاص به. وتطبيق «رفوف» هو تطبيق آخر يوفر مكتبة الكترونية، تم اطلاقه عام 2011 ويتيح مجموعة متنوعة من الكتب والمجلات، بعضها للشراء وبعضها مجانى، كما يمكن العثور من خلاله على مجلات مثل «فوربس»و«توب جير». ويمكن تحميل تطبيق رفوف مجانا من متجر التطبيقات الخاص ب«آبل». «سيبويه» هو تطبيق يوفّر للقراء مجموعة متنوعة من الكتب الإلكترونية العربية، يمكن الوصول اليه عبر استخدام حساب تويتر أو حساب الفيسبوك الخاص بالمستخدم، كما يتضمن المتجر قسم الإصدارات الجديدة، وقسم للعروض حيث يمكنك العثور على عروض لشراء الكتب بكلفة أقل. ويمكن تحميل تطبيق «سيبويه» مجانا من متجر التطبيقات الخاص ب«آبل»، أو أو يمكنك تحميل الكتب مباشرة من الموقع الخاص به. عالميا فإن موقع «الامازون» حقق بطبيعة الحال حضورا كبيرا فى مجال نشر الكتب مع إمكانيات الدفع الفورى المتقدمة، كما يقدم عدة امتيازات اخرى مثل إمكانية طباعة الكتب بناء على الطلب (print-on-demand) وقراءتها على جهازه اللوحى (Kindle). ولكن هل يستطيع النشر الرقمى التفوق على النشر الورقى فى الاعوام المقبلة؟ تقول اميرة ابوالمجد العضو المنتدب لدار الشروق ان الناشرين الكبار اصبحوا يسعون لاستغلال النشر الالكترونى للحصول على مساحة اكبر من التداول والانتشار، مشيرة إلى ان بعض التنبؤات الحالية باتت تبعث المخاوف فى الكتاب والناشرين والوكلاء، وغيرهم فى هذه الصناعة حول ملامح النشر التى ستسود فى المستقبل «لكن ذلك لا يعنى انتهاء عصر الكتاب الورقى، لان الكتاب الورقى مطلوب فى كل الاوقات ومختلف العصور» تضيف ابوالمجد. ويرى خبير الاتصالات عبدالعزيز بسيونى ان مستقبل الكتاب الإلكترونى اصبح واضحا واكثر شروقا، فى الوطن العربى، خاصة مع تحقيقه امتيازات تتعدى خصائص الكتاب الورقى، مثل سهوله اختراقه الحدود مباشرة، والقدرة على الانتشار، ما يجعل من فرص قراءته مضاعفة «النشر الإلكترونى عمليا أسهل بكثير من النشر الورقى واكثر اتاحة، حيث يمكن البحث عن المعلومة او الكتاب او المقال والوصول إليها فى الحال، وهذا لا يتوافر للكتاب الورقى». ويضيف بسيونى المخاوف من انتشار فكرة الكتاب الإلكترونى وتأثيره على الكتاب الورقى خلال السنوات الماضية خلصت بنتيجة مرضية تؤكد ان التوسع فى النشر الالكترونى يضيف إلى أهمية وانتشار الكتاب المطبوع، ويروج له وليس العكس، لذلك هو وسيلة فى حد ذاته لانتشار الكتاب المطبوع والمعرفة به.