حاول دبلوماسي أمريكي كبير التهوين من الأضرار التي قد تلحق بدبلوماسية واشنطن تجاه أوكرانيا بفعل مكالمة هاتفية مسربة بينما وصفت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ما ورد بهذه المكالمة من تصريحات مسيئة بأنها "غير مقبولة على الإطلاق". واتهم مسؤولون أمريكيون موسكو بنشر محادثة هاتفية مسربة بين مساعدة وزير الخارجية الأمريكي فيكتوريا نولاند والسفير الأمريكي في كييف على الإنترنت ناقشًا فيها إمكانية تشكيل حكومة جديدة في أوكرانيا حيث تؤيد الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي المحتجين المعارضين للكرملين هناك. ووصف مسؤولون غربيون تسريب المحادثة بأنه عودة لأساليب الدسائس التي تعود لحقبة الحرب الباردة بهدف إثارة الفرقة بين الحلفاء الغربيين وللتشهير بالمعارضة الأوكرانية. وفي المحادثة المسربة قالت نولاند في حديثها مع السفير الأمريكي في أوكرانيا: إن دعم الأممالمتحدة للحكومة الأوكرانية الجديدة سيكون أفضل من دعم الاتحاد الأوروبي. وسبت نولاند الاتحاد الاوروبي بلفظ مسيء في التسجيلات التي لم ينكر المسؤولون الأمريكيون صحتها لكنهم قالوا: إن نولاند اعتذرت لمسؤولي الاتحاد الأوروبي عن الإساءة. وقالت متحدثة باسم ميركل: إن المستشارة الألمانية ترى أن تصريحات نولاند "غير مقبولة على الإطلاق". وعبرت ميركل عن تقديرها لجهود مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون التي تقود سياسة الاتحاد تجاه أوكرانيا. وكانت المستشارة الألمانية قد عبرت عن غضبها من واشنطن منذ عدة شهور بعدما تردد عن تنصت مسؤولين أمريكيين على هاتفها الشخصي. وفي تسجيل آخر مسرب اشتكى مساعد لآشتون من أن الولاياتالمتحدة تقول لأعضاء في المعارضة الأوكرانية: إن بروكسل لم تكن صارمة لترددها في اتخاذ إجراءات مثل فرض عقوبات للإضرار بالحكومة الموالية لروسيا. ووصفت نولاند التي اجتمعت أمس الخميس مع الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش التنصت على مكالمتها بأنه "عمل تجسسي مثير"، لكنها قالت: "إنه لن يضر بعلاقاتها مع المعارضة الأوكرانية". واتهم مسؤول أمريكي آخر موسكو مباشرة، مشيرًا إلى أن التسجيلات المسربة التي وضعها مستخدم مجهول الهوية على الإنترنت ظهرت أولا في تعليق لمسؤول روسي في حسابه على تويتر. وقال وزير الخارجية السويدي كارل بيلت "التنصت على المكالمات التليفونية ثم اختيار مقاطع منها بعناية لدعم الجهود الدعائية أسلوب قديم لنوع من النظم السياسية". ويعكس الخلاف الدبلوماسي مع الاتحاد الأوروبي الفجوة بين واشنطنوبروكسل اللتين تتفقان في هدف جذب أوكرانيا للغرب لكنهما تختلفان في كيفية تحقيق ذلك.