من مجرد «تجمع أشبه بسوق عكاظ للثقافة فقط» إلى «رحلات أسرية وزيارات لا تتوقف»، قدم معرض القاهرة الدولي للكتاب، صورة مختلفة في دورته «45» وفتح ذراعيه مستقبلًا طوابير من الرجال والسيدات وأطفالًا برفقة آبائهم، وسط تسجيل الشباب للسواد الأعظم بين الحضور. وأمام الحضور الجماهيري على المعرض، سمحت الهيئة المصرية العامة للكتاب لجمهور المعرض الدخول مجانًا اليوم الثلاثاء، بعد نفاذ التذاكر، قبل أن يختتم فعالياته بعد غدٍ الخميس؛ إذ تحل الكويت كضيف شرف بعد أن كان من المفترض أن تكون تركيا، لكن توتر العلاقات التركية المصرية أدى لتغيير ضيف الشرف. «صداقة أبدية» الملاحظ أن كثيرين من زوار المعرض يداومون على زيارة المعرض بشكل سنوي، بحسب ما قاله «أسامة جاد الله – طالب بكلية الحاسبات والمعلومات»، قائلًا: «أزور المعرض بشكل مستمر منذ 7 سنوات»، ووافقه في الرأي «أحمد إبراهيم»، مضيفًا: «أزور معرض الكتاب منذ حولي 15 عامًا». وبات مؤكدًا أن ضيوف المعرض لم يكتفوا بزيارة واحدة، على مدار أيام المعرض، وعادة ما تتكرر الزيارات، لشراء ما لم يتمكنوا من شرائه في زيارتهم الأولى أو في حالة نفاذ أموالهم في الشراء. وعلقت «مروة مدحت - خريجة كلية الآداب»، على ما سبق موضحة: «عادة ما أزور المعرض ثلاثة أيام أو أكثر، وأخصص كل يوم من الأيام للبحث عن الكتب المتعلقة بمجال معين، يوم أبحث فيه عن كتب التاريخ، وآخر أخصصه لكتب الفلسفة». «كتب لجميع الأذواق» أما دور النشر، فليس هناك فرصة أفضل من معرض القاهرة الدولي للكتاب، للتحدث عن نفسها، فتكثف من تركيز اهتماماتها على إصدار الروايات، وفي المقابل يكون نفس الاهتمام من الشباب. «أحمد نور الدين - طالب بكلية الإعلام» ذكر ل«بوابة الشروق» أن «اهتمامه يتركز على الكتب السياسية ليستطيع فهم الأحداث الجارية بمصر خلال السنوات الأخيرة». في حين قلل «أحمد إبراهيم – أحد زوار المعرض» من أهمية الاعتبارات السياسية أثناء انتقائه نوعية الكتب التي يرغب في شرائها، قائلًا «بقرا اللي يخليني أتبسط». «أسعار تتحكم» تختلف أماكن شراء الكتب داخل المعرض من حيث أسعارها، كما أن الكتاب الواحد يكون متواجدًا في أكثر من مكتبة بأسعار مختلفة وتباين ملحوظ في جودة الطباعة. وعادة ما يلجأ الجمهور إلى شراء الطبعات المدعومة من المكتبات الحكومية التابعة لوزارة الثقافة، أو ينتظرون لشرائها من «سور الأزبيكة» التي تقدم نسخًا شعبية وكتبًا مستعملة. وفي سياق ذلك، أشارت «أماني عليان - خريجة اقتصاد وعلوم سياسية» إلى أنها «تهتم بشراء الكتب بأقل سعر، لأنها تهتم بشراء أكبر عدد من الكتب، أما بالنسبة للكتاب الذي تحبه وترغب في الاحتفاظ به لفترة طويلة فتشتريه مهما كان سعره». «بعيدًا عن الإحراج» يكاد يكون مشهد الزائر الذي أعجبه كتاب معين فيسارع في شرائه، مشهدًا مألوفًا داخل معرض الكتاب، لكن المشهد الأكثر شهرة منه هو «مشهد الزائر الذي أعجبه كتاب مرتفع الثمن، فيتنحى جانبًا ليراجع ميزانيته المرصودة للمعرض لينظر فيما بقي معه.. هل سيتمكن من شرائه أم لا؟». «عرب وأجانب» لا يقتصر معرض الكتاب على الزوار المصريين فقط، بل يمتد ليشمل أيضًا غير المصريين من العرب والأجانب، وتحديدًا الآسيويين، بالإضافة إلى عددٍ محدودٍ من الدول الأوربية» . وفي تعليق منه ل«بوابة الشروق»، اعتبر «الناشر الليبي الطاهر المبروك» معرض الكتاب «باكورة إنتاج الثقافة العربية»، موضحًا: «المعرض هدف من ديار النشر على مستوى الوطن العربي.. الكتاب الذي تحتاجه ستجده هنا.. المعرض يشهد صدور الكتب الجديدة ونحصل على خصم ممتاز عند شرائنا من المعرض». ويشارك في الدورة الحالية 24 دولة، منها 17 دولة عربية و7 دول أجنبية، بإجمالي 755 ناشرًا منهم 518 ناشرًا مصريًّا، و210 ناشرين عرب، و27 ناشرًا أجنبيًّا ويضم سور الأزبكية 92 كشكًا، وتقام تحت شعار «الثقافة والهوية».