يزداد عدد سكان الأرض باطراد. ويتوقع أن يقترب من 10 مليارات نسمة بحلول عام 2050. وتهم العلماء أكثر فأكثر مشكلة تلبية حاجات البشرية المتنامية من الطاقة والمواد الغذائية. ويحظى في الآونة الأخيرة إنشاء منازل صديقة للبيئة من شأنها تلبية حاجات ساكنيها بالكهرباء والحرارة، بشعبية كبيرة، وإن لم تدعم بعد بأموال كافية. وذكر موقع "روسيا اليوم"، أن المهندس المعماري البلجيكي فينسينت كاليبو، اقترح تحويل ناطحات السحاب إلى مزارع عمودية ضخمة. ويرى المهندس أن الشقق والمكاتب في أبراج متعددة الطوابق يجب أن تجاورها بساتين فواكه وحقول أرز وحظائر للحيوانات. ويفترض أن تكون مثل هذه البنايات قادرة على استغلال طاقة الشمس والرياح، ويحقق فيها تكييف الهواء بفضل تبخر الرطوبة. أما النفايات وماء الأمطار فيمكن استخدامها لري النباتات التي ستوفر للسكان مواد غذائية نظيفة بيئياً. وقد أثار مشروع أطلق عليه كاليبو ضجة كبيرة في أوساط المهندسين المعماريين وعلماء البيئة. وهو مشروع البستان العمودي البالغ ارتفاعه 700 متر الذي يعتزم كاليبو تحقيقه في جزيرة روزفلت في نيويورك. وهناك 132 طابقًا تشكل برجين شفافين على شكل جناحي اليعسوب والشراعين، تتوزع فيها إلى جانب المساكن ومواقع التنزه والمكاتب دفيئات زراعية وأقفاص دجاج ومزارع ألبان ولحوم ومفاعلات بيولوجية تستخدم لإنتاج السماد. وتدل الحسابات على أن مثل هذه المرافق فائقة التكنولوجية يمكن أن تمول 150 ألف شخص بالمواد الغذائية اللازمة. لكن هذه الفكرة لم تلق حتى الآن تأييدًا لدى ساكني حي مانهاتن. وطرح المهندس مشروعًا آخر لبناء مجمع سكاني لا يستهلك الطاقة من خارجه في جزيرة تايوان على شكل حلزون للحمض النووي. وأطلق عليه كاليبو تسمية "بستان أغورا". وهناك فكرة أخرى طرحها كاليبو، وهي إنشاء مدن عائمة صديقة للبيئة. ويرى المهندس المعماري أن مثل هذه المدن العائمة يمكن أن تصبح موطنا للآلاف من الناس في حال ارتفاع منسوب المحيط العالمي وغمر المياه للأراضي الواسعة في بلدان مثل هولندا أو فيتنام . وجدير بالذكر أن المهندس المعماري كاليبو لم يتمكن لحد الآن من تحقيق حتى مشروع واحد من أفكاره الفريدة هذه. ويعود سبب ذلك إلى الأزمة التي يواجها الاقتصاد العالمي وخوف المستثمرين من تكبد خسائر.