أقيمت مساء أمس الأول بمعرض الكتاب ندوة بعنوان «ذو الإعاقة في عيون السينما المصرية والعالمية» وسط عدد قليل من الحضور. أدار الندوة الناقد السينمائي روبير فارس، وحضرها الشاعر صلاح عبد الله عضو اللجة الاحتياطية لتعديل الدستور، والمخرج الشاب إسلام بلال، ود. ورشا أرنست مدير إدارة الثقافة والفنون بالمجلس القومي لشئون الإعاقة. بدأت الندوة التي تصدرتها صورة عميد الأدب العربي طه حسين بأشعار لصلاح عبد الله، قال فيها «إحنا إيد عرقانه.. بتبني بين ضلوع الصحرا دار.. خطوة باسمك فوق ترابك للخضار.. إحنا عاشق كل ما يدور على غيرك ميلاقيش.. متخفيش مستحيل الحب يدفع للغرور.. مهما جعنا وفتارنا.. مهما خلوا الأرض بور.. كل واحد فينا فيه جواه قصور.. حتى لو متربى على الجبنة الآريش.. متخفيش إحنا توبك وإحنا شالك وإحنا أول قلب شالك.. إحنا قدامك وراكي.. عن يمينك عن شمالك.. يوم ما تفتقري إحنا مالك.. عن قريب يا مصر تكويهم بشمسك.. وإحنا ضلك بكرة هيضلل علينا.. هما باعوا.. بالرخيص واحنا بالدم اشترينا.. متخفيش.. متخفيش». وتعرض روبير فارس لبعض النماذج التي تناولتها الأعمال السينمائية لذوي الإعاقة وقال: السينما المصرية بدأت مبكرًا فى التعامل مع الإنسان المعاق، وكان أول فيلم بعنوان «ليلة فى الظلام» عام1944 الذى سعى لأن يثبت أن المعاق لديه القدرة على العمل والوصول لأعلى درجات الكفاءة، على الرغم من نظرة الناس والمجتمع له، بأنه ضعيف. و«الأسطى حسن» للفنان حسين رياض الذي جسد دور رجل جالس على كرسي متحرك، وأيضًا هناك الإعاقة الحركية وهي التي جسدها المخرج الراحل يوسف شاهين بإتقان، من خلال فيلم «باب الحديد» وأيضًا الفنان أحمد زكى من خلال فيلم «مستر كاراتيه»، ومن الأفلام الحديثة التي تناولت ذوى الإعاقة فيلم «خلطة فوزية»، حيث تطرق للأم التى تحلم لابنها الكبير المعاق بكرسي متحرك. وهناك فيلم «اليتيمتان» للفنانة فاتن حمامة وثريا حلمى وفاخر فاخر الذي أدى دور معاق جسديًا، والفنانة سميرة أحمد التي تعد من أكثر الممثلات التي قدمت الإعاقة بأشكال مختلفة، ومن الأفلام المهمة والمؤثرة فى السينما المصرية أيضًا «الكيت كات» للفنان محمود عبد العزيز، وكان رفض الشيخ حسني لإعاقته وتحديه للظروف، مبعثًا لحالة من السعادة لدى متحدي الإعاقة، للتغلب على الظروف وتحقيق المستحيل. وتحدث المخرج الشاب إسلام بلال عن تجربته السينمائية من خلال فيلم قصير بعنوان «أنا إنسان» وقال: حاولت تقديم نموذج المعاق بشكل جديد، ودفعني نجاح العمل لخوض هذه التجربة مرة أخرى، ولكن من خلال تقديم فيلم سينمائي طويل سأبدأ فى تصويره فى مارس القادم ويحمل اسم «جوه السكوت». ووجه صلاح عبد الله انتقادات لأغلب الأعمال الفنية السينمائية التي تقدم شخصية المعاق، ووصفها بأنها لم تتحدث عن الواقع الحقيقي عن المعاق ومعاناته، بل تضعه فى صورة الضعيف وأحيانًا الغبي في بعض الأعمال. وأضاف أنه يتمنى أن يكون هناك عمل سينمائي يبرز الوجه الحقيقي للمعاق، باعتباره إنسانًا له حقوق مثل أي شخص آخر، ويجب على الدولة أن تهتم به أكثر من ذلك. وقالت دكتورة رشا أرنست، يجب على السينما أن تكثر من تناول الأعمال الفنية التى تتحدث عن ذوي الإعاقة، كما تفعل بإنتاج كم كبير من الأعمال التي تتحدث عن تجار المخدرات والإرهاب «فذوو الإعاقة يحتاجون لمن يبرز قدراتهم على التحدى، ومنهم من حقق إنجازات كبيرة على المستوى الثقافى والرياضى وغيرهما، ولكن لم يشعر بهم أحد».