قال راشد الغنوشى، زعيم حركة النهضة فى تونس، إن «المصادقة على الدستور الجديد جعل من تونس نموذجا بالمنطقة العربية». وأضاف الغنوشي، فى تصريحات لوكالة الأناضول، عقب إقرار مشروع الدستور، الأحد، أن «تقدّم مسار الثورة التونسية، بالمصادقة على دستور ديمقراطى توافقى، سيؤثّر فى باقى دول الربيع العربى الأخرى». وأشار الغنوشي، إلى أن «بعض الدول تريد أن تنقل لنا نموذج الثورة المضادة، إلاّ أننا سنؤثر بنموذج التجربة الديمقراطية التونسية، فى باقى التجارب الأخرى ولن نتدخل فى شؤون الدول الأخرى». وصادق نواب المجلس التأسيسى التونسي، فى وقت متأخر، مساء الأحد، على الدستور الجديد، الذى يحتوى على 149 مادة، بنسبة فاقت أغلبية الثلثين المطلوبة لإقراره، وصوت لصالح الدستور 204 نواب، فيما تحفّظ عن التصويت 4 نواب، وصوت ضده 12 نائبا. وحضر الجلسة 216 نائبا، من أصل 217، وذلك بعد أن توفى منذ يومين النائب محمد العلوش. وينصّ القانون التونسى المنظم للسلطات العمومية بالمصادقة على مشروع الدستور فى مجمل مواده بأغلبية الثلثين (145 من أصل 217 نائبا)، وإن لم يتحصل الدستور على النصاب المطلوب، تتم إعادة التصويت عليه فى قراءة ثانية فى جلسة عامّة أخرى يجرى تحديد موعدها لاحقًا، وإن فشل مشروع الدستور فى الحصول على غالبية الثلثين ثانية، يتم عرضه على استفتاء شعبي. واستغرقت عملية صياغة الدستور التونسى والمصادقة عليه أكثر من عامين. واحتفلت حركة النهضة الإسلامية، التى تقود الائتلاف الحاكم فى تونس، بإقرار الدستور بعد ثلاث سنوات من اندلاع الثورة، وقامت حركة النهضة بنشر صور على صفحتها الرسمية بالفيس بوك، ظهر خلالها الغنوشى وهو يتلقى التهنئة من نواب المجلس الوطنى التأسيسى عقب إقرار مسودة الدستور. ومن المقرر أن يقام اليوم الاثنين بالمجلس الوطنى التأسيسى حفل بمناسبة المصادقة على الدستور بمشاركة رئيس المجلس التأسيسى مصطفى بن جعفر، ورئيس الدولة محمد المنصف المرزوقى، ورئيس الحكومة على العريض، ومن المنتظر أن يشارك فى الحفل رؤساء برلمانات ومجالس شيوخ من دول عربية وأجنبية مختلفة، فضلا عن ممثلين عن هيئات أممية ودولية.