قالت وزارة الداخلية الأوكرانية إن محاولات التعامل مع الاضطرابات التي تشهدها العاصمة كييف بالطرق السلمية أصبحت غير ذات جدوى. وأضافت الوزارة أن المفاوضات مع المحتجين قد فشلت، محملة "المجموعات المتشددة" مسؤولية الاضطرابات. وتابعت الوزارة أن المعارضة لم تعد تسيطر على "المجموعات المتشددة" ومن ثم تعرض حياة المدنيين للخطر. ومضت الوزارة للقول إن المحتجين بحوزتهم أسلحة. وتأتي هذه التعليقات في ظل محاولة المحتجين الاستيلاء على وزارة الطاقة، وقد وصف مسؤولون هذا الأمر بأنه "إرهاب". واندلعت الاحتجاجات في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني بعد رفض الحكومة التوقيع على معاهدة شراكة مع الاتحاد الأوروبي. وتصاعدت الأزمة الأسبوع الحالي بعد إطلاق النار على ناشطين وقتلهم خلال اشتباكات بين المحتجين وأفراد الأمن بالقرب من ميدان الاستقلال في كييف. وامتدت المظاهرات الجمعة إلى خارج العاصمة كييف إذ استولى محتجون على عدة مباني حكومية في المناطق الأخرى. وتعهد الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش بإجراء تغيير وزراي والعفو عن نشطاء معتقلين وتعديل قوانين تنظيم الاحتجاجات، في خطوة اعتبرت "تنازلا" لصالح المعارضة المستمرة في احتجاجاتها المناهضة للحكومة. لكن زعيم المعارضة فيتالي كليتشكو قال إن المتظاهرين يريدون حاليا رحيل الرئيس عن سدة الحكم. وقام محتجون في العاصمة كييف بإلقاء زجاجات مولوتوف والحجارة على رجال الشرطة. ومع حلول مساء الجمعة أضرموا النيران في إطارات سيارات قرب المركز الرئيسي لاعتصام المعارضين في ميدان الاستقلال بالعاصمة. وردت الشرطة بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع، وهو ما أسفر عن إصابة العشرات من المحتجين. وقال شهود عيان إن العديد من المتظاهرين اعتقلوا. وكان المحتجون قد حاصروا في وقت سابق عددا من المكاتب الحكومية. اتهامات ألقى محتجون زجاجات مولوتوف على الشرطة وتفاقمت الأزمة في أوكرانيا الأسبوع الحالي بعد سقوط قتلى خلال الاحتجاجات. وقتل متظاهران بأعيرة نارية في شارع هروشفسكي. ووجهت المعارضة أصابع الاتهام لشرطة مكافحة الشغب، لكن الحكومة نفت ذلك. كما عثر على ناشط قتيل قرب كييف. وفي تطورات أخرى يوم الجمعة، استدعت كل من فرنسا وألمانيا سفراء أوكرانيا لديهما لمناقشة أعمال العنف. وقال وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، إنه تم استدعاء السفير الأوكراني "كبادرة لإظهار تنديد فرنسا". ومن المتوقع أن يزور مفوض توسيع الاتحاد الأوروبي، ستيفان فيوليه، كييف قريبا، حيث سيلتقي بقادة المعارضة والحكومة. وكان فيوليه قد لعب دورا رئيسيا في التفاوض بشأن اتفاقية الشراكة التي قدمها الاتحاد لأوكرانيا، والتي رفضها الرئيس يانوكوفيتش في نوفمبر/تشرين الثاني في آخر لحظة مقابل علاقات أقوى مع روسيا، وهو ما أشعل الاحتجاجات الحالية. وفي برلين، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية، مارتن شيفر "نود إظهار جدية اعتراضنا".