فى حين فشلت المساعى الدولية لجمع ممثلى السلطة والمعارضة السوريين على طاولة واحدة فى مدينة جنيف السويسرية، إثر خلافات حول تطبيق اتفاق «جنيف 1» لوحت دمشق بالانسحاب من مؤتمر «جنيف 2» إذا لم يتم عقد جلسات عمل «جدية» اليوم، بين الوفد الرسمى ووفد المعارضة. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن التليفزيون الرسمى السورى أن «وزير الخارجية السورى وليد المعلم أبلغ المبعوث الدولى إلى سوريا الأخضر الإبراهيمى، بأنه إذا لم تعقد جلسات عمل جدية اليوم، فإن الوفد الرسمى السورى سيغادر جنيف نظرا لعدم جدية واستعداد الطرف الآخر». وكان من المقرر أن يبدأ اليوم الأول للمفاوضات الساعة ال12 ظهر أمس، بلقاء يجلس فيه الوفدان وجها لوجه فى غرفة واحدة، ويلقى الموفد الدولى الأخضر الإبراهيمى خطابا، «من دون أن يتبادل الطرفان أى كلمة». إلا أن الأممالمتحدة، أعلنت أن الطرفين لن يجلسا إلى طاولة واحدة، فيما نقلت قناة العربية الإخبارية عن مصادر قريبة من السلطة والمعارضة، أن «الإبراهيمى عقد جلسات منفصلة مع الطرفين أمس للتفاوض حول إجراءات لبناء الثقة، فى محاولة لإنقاذ مؤتمر جنيف 2 من الانهيار». بدوره، اعتبر نائب وزير الخارجية السورى فيصل المقداد، أن «المشكلة أن هؤلاء الناس (فى إشارة إلى المعارضين) لا يرغبون فى عقد السلام، يأتون إلى هنا مع شروط مسبقة لا تتوافق فى أى شكل مع جنيف 1، وتتعارض مع رغبات الشعب السورى وحتى مع خطط الأخضر الإبراهيمى». ويشكل مصير الرئيس بشار الأسد نقطة الخلاف الأساسية بين طرفى النزاع. ففى حين تطالب المعارضة بألا يكون للأسد وأركان نظامه أى دور فى المرحلة الانتقالية، ترفض دمشق هذا الشرط، معتبرة أن الأسد والنظام «خطان أحمران». من جهته، قال عضو وفد المعارضة نذير حكيم للوكالة الفرنسية: «نحن متفقون على التفاوض حول تطبيق جنيف 1، والنظام لم يوافق على هذا الأمر. لا نريد أن نجلس معهم حتى يوافقوا على التفاوض على ذلك». وأعلنت الأممالمتحدة فى وقت سابق أن الهدف من جنيف 2 تطبيق اتفاق جنيف 1، الذى تم التوصل إليه فى يونيو 2012 فى غياب أى تمثيل سورى، وينص على تشكيل حكومة انتقالية من ممثلين عن الطرفين. كما ينص على وقف العمليات العسكرية وإطلاق المعتقلين وإيصال المساعدات الإنسانية. وبدأ المؤتمر الذى يعرف بجنيف 2 فى مدينة مونترو السويسرية الأربعاء الماضى، وأظهر تناقضا تاما فى المواقف. ومن المقرر أن يتواصل عبر المفاوضات للتوصل إلى حل للأزمة المستمرة منذ منتصف مارس 2011.