شهد أول أيام المفاوضات الرسمية لمؤتمر جنيف-2 تشددا من جانب طرفي النزاع في سوريا حول سبل إنهاء الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات. حيث رفض وفدا النظام والمعارضة الجلوس علي طاولة واحدة للتفاوض, ما اضطر مبعوث السلام الدولي لسوريا الأخضر الإبراهيمي للجلوس مع كل طرف علي حدة لتقريب وجهات النظر, وهدد وفد النظام السوري صراحة بالانسحاب لعدم جدية المعارضة. وأكدت متحدثة باسم الأممالمتحدة أن وفدي النظام والمعارضة السوريين لن يجلسا إلي طاولة واحدة لدي بدء مفاوضات جنيف-2, وسط خلافات حادة حول بيان جنيف-1 الذي ينص علي تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات واسعة. وكان من المقرر أن يبدأ اليوم الأول للمفاوضات أمس بلقاء يجلس فيه الوفدان وجها لوجه في غرفة واحدة, ويلقي الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي خطابا, من دون أن يتبادل الطرفان أي كلمة. وبعد عدم انعقاد الجلسة الافتتاحية, لوحت دمشق بالانسحاب من المؤتمر. في حال عدم عقد جلسات جدية اليوم, رافضة أي' شروط مسبقة' قبل المفاوضات. وأعلن التليفزيون الرسمي السوري أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم أبلغ المبعوث الدولي الي سوريا الأخضر الإبراهيمي بأنه إذا لم تعقد جلسات عمل جدية فان الوفد الرسمي السوري سيغادر جنيف نظرا لعدم جدية وجهوزية الطرف الآخر'. ونقل عن مصادر مقربة من الوفد أن المعلم أخبر الإبراهيمي أن الوفد جاد وجاهز للبدء بشكل جدي ولكن لا يبدو ذلك علي الطرف الآخر. وأضاف التليفزيون أن الابراهيمي وصف اجتماعه مع المعلم بأنه نصف خطوة, علي أن تكون اليوم خطوة كاملة. وشدد وزير الاعلام السوري عمران الزعبي علي أن حكومته لن تقبل طلب المعارضة تشكيل حكومة انتقالية, بينما شددت المعارضة علي التزام النظام بجنيف-1 كشرط للجلوس إلي مائدة واحدة وأكدت المستشارة السياسية والإعلامية للرئيس بشار الأسد بثينة شعبان- من جانبها- أن وفد النظام لم يأت الي جنيف للتحدث عن السلطة', بل عن' وقف الإرهاب ووقف سفك الدماء الشعب السوري وبدء مسار سياسي يقرره الشعب السوري دون أي تدخل أجنبي. ويشكل مصير الرئيس بشار الأسد نقطة الخلاف الأساسية بين طرفي النزاع, ففي حين تطالب المعارضة بألا يكون للأسد وأركان نظامه أي دور في المرحلة الانتقالية, ترفض دمشق قطعا هذا الشرط, معتبرة أن الأسد والنظام خطان احمران. وفي سياق مقابل, قال عضو وفد المعارضة نذير حكيم لوكالة فرانس برس: نحن متفقون علي التفاوض حول تطبيق جنيف-1, والنظام لم يوافق علي هذا الأمر. لا نريد ان نجلس معهم حتي يوافقوا علي التفاوض علي ذلك. وأضاف ان الدعوة التي وجهها إلينا الأمين العالم للأمم المتحدة تضمنت القرار2118 الذي يتبني بيان جنيف-1, لكن النظام يرفض أن يقر بذلك. عندما تصبح المفاوضات ذات اجندة واضحة نجلس في غرفة واحدة. وشدد علي ان المعارضة تحتاج الي ضمانات, وطلبنا من الابراهيمي ان يؤمن لنا هذه الضمانات بأن المفاوضات لن تحيد عن الهدف المحدد لها. وأعلنت الاممالمتحدة أن الهدف من جنيف-2 تطبيق اتفاق جنيف-1 الذي تم التوصل اليه في يونيو2012 في غياب أي تمثيل سوري, وينص علي تشكيل حكومة انتقالية من ممثلين عن الطرفين. كما ينص علي وقف العمليات العسكرية واطلاق المعتقلين وإيصال المساعدات الانسانية.