«بالحرف والصور، أحكى لكم خبر، عن وزة مغرورة، منقارها ذهب، تذهوا به العجب، فباعت المنقار لتشترى سوار، تذهوا به ساعة، فى ليلة لطرب، وبعد أن أتت تشكو من التعب، وقوسة منقارها لتأكل العنب، قالوا لها المنقار قد أصبح السوار». هذه القصة هى إحدى الأدوات التى استخدمتها الدكتورة لبنى عبد الرحيم، فى منهج الأخلاق والمواطنة الذى يقرر على الطلاب فى كل السنوات الدراسية ، خلال النصف الثانى من العام الدراسى. وكما يحض الكتاب على قيم التسامح والاحترام وغيرها يرفض قيما أخرى سلبية مثل «الغرور» الذى تجسده حكاية الأوزة المغرورة. الكتاب فكرة وزير التربية والتعليم د. محمود أبوالنصر، وعكف على إعداده خبراء من الوزارة، وحصل على موافقة من وزارة الأوقاف والأزهر الشريف، ومازال ينتظر تعديلات بسيطة من الكنيسة المصرية، لتبدأ طباعته. الكتاب الذى أشرف عليه د. علاء عبدالغفار، مستشار الوزير للتطوير والجودة، عبارة عن دليل مرجعى للمعلمين والإخصائيين الاجتماعيين والنفسيين، وإخصائى جماعات النشاط والرحلات وغيرها، فى تعليم القيم والأخلاق. «الكتاب ليس مقررا تقليديا يدرس للطلاب بشكل مباشر، كما لن يؤدى فيه الطلاب الامتحان كمادة مستقلة، لأن محتواه سيدخل فى طريقة تدريس المناهج وممارسة الأنشطة والسلوك العام والممارسات داخل المدرسة، لتكون أكثر إيجابية واحتراما لمبادئ المواطنة»، بحسب لبنى. ويبدأ تدريب المعلمين على طريقة غرس القيم الواردة فى الكتاب فى نفوس الطلاب، عقب طباعته فى المركز القومى للامتحانات والتقويم التربوى، للتركيز على المداخل المختلفة لتدريس الأخلاق، ومنها المدخل المباشر فى الحديث مع الطلاب عن قيم مثل الأمانة والانتماء وترشيد الاستهلاك وغيرها، وثانيها الطريقة غير المباشرة، أو التى يسميها خبراء المناهج «المنهج الخفى»، كالحديث عن الأمانة عند مناقشة مسألة حسابية، أو ترشيد استهلاك المياه عند تدريس طريقة سير نهر النيل فى حصة الجغرافيا، بالإضافة إلى طريقة التطبيق المباشر لهذه القيم خلال الأنشطة والمعسكرات والرحلات. المنهج ليس بديلا عن مناهج التربية الدينية التى يتم تدريسها فى المراحل المختلفة، حصص التربية الإسلامية والمسيحية ستبقى كما هى بالجدول المدرسى، بحسب لبنى.