طالبت بريطانياإيران، اليوم الثلاثاء، بالكف عن دعم حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، وحثتها على مساندة جهود السعي للسلام في سوريا. وتدعم إيران وحليفها حزب الله الشيعي اللبناني الأسد منذ فترة طويلة، ويقول دبلوماسيون غربيون إن طهران تقدم الأسلحة والأفراد لمساعدة الزعيم السوري على كسب حرب تزداد وحشية ضد قوات المعارضة. وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج في كلمة أمام البرلمان عشية مؤتمر يُعقد في سويسرا من أجل السلام في سوريا، إن مشاركة إيران في أي تسوية سلمية مستقبلية ستكون على "مهمة بدرجة بالغة"، مضيفًا أن إيران في حاجة لأن تعيد بشكل عاجل التفكير في سياستها تجاه سوريا. وقال «هيج» للمشرعين: "نريد أن تكف إيران عن دعم وحشية نظام الأسد" مشيرًا إلى تقرير نُشِر الليلة الماضية يكشف عن وجود تعذيب وقتل ممنهج لنحو 11 ألف معتقل، وقال إنه "دامغ ومروع". وأضاف: "سنحاول دائمًا الإقناع لكن في النهاية سيكون من مصلحة إيران أن يكون هناك سلام في سوريا، ومن ثم فإننا نطالب إيران باغتنام تلك الفرصة". وتحدث «هيج» تليفونيًا مع نظيره الإيراني جواد ظريف بعد أن أدلى بهذه التصريحات ليبلغه بأن فكرة الوساطة من أجل التوصل إلى تشكيل حكومة انتقالية بالتراضي هي السبيل لإنهاء الحرب في سوريا، وإن لندن تظل مستعدة للعمل مع طهران على هذا الأساس في المستقبل. وقال «هيج» للمشرعين إن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون كان محقًا في سحبه دعوة وجهت لإيران لحضور محادثات السلام في سويسرا؛ بسبب رفض طهران إعلان تأييدها لمثل هذه الحكومة الانتقالية. وقال: "لم نعارض حضور إيران من حيث المبدأ، لكننا نريد أن نرى التزامًا علنيًا أكثر وضوحًا وأكثر إيجابية من قبل إيران بأهداف مؤتمر جنيف 2 من أجل السلام". وأبدى «هيج» تشاؤمًا بخصوص فرص إحراز نجاح في محادثات سويسرا قائلاً: إنها ستكون "صعبة بصورة هائلة". وتابع قائلاً: "من الناحية الواقعية فإننا نبدأ عملية هنا". وأضاف أنه إذا استطاع الطرفان الاتفاق على إجراءات لبناء الثقة مثل الإفراج عن السجناء، ووقف إطلاق النار في مناطق محددة فسيكون ذلك مفيدًا جدًا. ويقول دبلوماسيون بريطانيون إنهم يريدون استغلال تأثير إيران على الحكومة السورية للسماح بقدر أكبر من حرية وصول المساعدات الإنسانية، والمساعدة في إزالة العقبات البيروقراطية. وقال دبلوماسي: "نرحب برغبة وزير الخارجية «ظريف» المعلنة من أجل التوصل إلى حل سلمي دون تدخل خارجي. ولكن لا نزال ننتظر ترجمة تصريحاته إلى تغيير في النهج التي تسلكه إيران على الأرض".