قال راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الإسلامية، في تونس، إن اسمه مدرج ضمن قائمة 150 سياسيًا مهددين بالاغتيال. مشيرا إلى أن هناك حراسة أمنية تلازم تلك الشخصيات السياسية والإعلامية والحقوقية حتى الآن، وأضاف أن «الدين لا يعطي لمسلم الحق في قتل أخيه المسلم». وتبرأ الغنوشي من العناصر المتشددة دينيًا التي تحتكم إلى العنف، وحمله السلاح في وجوه التونسيين، وقال موضحًا: «كانوا أبناءنا، لكنهم لما حملوا السلاح لم يظلوا كذلك»، في إشارة إلى تصريحات للغنوشي أدلى بها عقب الثورة، وقال فيها إن المتشددين دينيًا من التيارات السلفية هم أبناؤنا، وفقًا لما ذكرته جريدة «الشرق الأوسط». وأقر الغنوشي، في حوار بثته قناة «التونسية» الخاصة، أمس، بأن حركة النهضة تحاورت سابقًا مع السلفيين المتشددين، وأصغت إلى أفكارهم المتطرفة في إطار المجتمع المدني وحاولت مجادلتهم وإقناعهم بالتعايش مع بقية مكونات المجتمع التونسي. ونفى الغنوشي في المقابل تساهل الحركة معهم لدى احتكامهم للعنف، واستباحتهم دماء السياسيين والأمن والجيش، على حد تعبيره. وقال الغنوشي، إن تصنيف تيار أنصار الشريعة تنظيمًا إرهابيًا دوليًا وزعيمه سيف الله بن الملقب «أبو عياض» إرهابيًا دوليًا أمر «غير مشرف لتونس». وفي مقابل تشدد الحكومة تجاه تنظيم أنصار الشريعة وحظر أنشطته، فإن رئيس حركة النهضة لم يحسم الموقف بالنسبة لرابطة حماية الثورة المتهمة بدعم آراء وتوجهات التيارات الإسلامية والاستعانة بها لفرض واقع معين على المجتمع التونسي، واكتفى بالقول: «القانون هو الفيصل». وتطالب أحزاب المعارضة بالقضاء على كل المنظمات والميليشيات المنادية بالعنف، وهو ما تضمنته بنود خريطة الطريق المنظمة لأهداف الحوار الوطني. من جهة أخرى، أعاد الغنوشي تأكيده على خروج حركة النهضة من السلطة، وبقائها في الحكم، وقال إنها لا تزال تستأثر بأغلبية الأصوات داخل المجلس الوطني التأسيسي (89 مقعدًا من مجمل المقاعد ال217) ولا يمكن التصديق على الدستور أو منح الحكومة المقبلة الثقة في حالة رفض حركة النهضة ذلك. ورفض الغنوشي تقييم الفترة التي قضتها الحركة في الحكم ب«الفشل»، وقال في المقابل إن فترة حكم النهضة يجب أن تحفظ في سجل التاريخ، فهي التي أوصلت تونس إلى صياغة دستور جديد، وتشكيل هيئات تعديلية للإعلام والقضاء وانتخاب هيئة للانتخابات، على حد تعبيره. وكشف الغنوشي عن بديل الحركة في حال تعذر فوزها مجددًا في الانتخابات، وقال إنها ستتحالف مع الإسلاميين المعتدلين والعلمانيين المعتدلين، ولم يستبعد تحالف حركة النهضة مع حركة نداء تونس، التي يقودها الباجي قائد السبسي، في حالة تصدرهما نتائج الانتخابات المقبلة.