ظهور نجوم الموسيقى العربية التابعين لدار الأوبرا ببرامج اكتشاف المواهب مثل مروة ناجى فى برنامج «أحلى صوت» على ام بى سى، وقبلها رحاب عمر عبر برنامج «الفائز» على قناة الحياة، صنع حالة من الجدل فى الوسط الفنى خاصة أن الصوتين من أهم الأصوات المصرية التى ظهرت فى العقد الأخير على الساحة الغنائية. ولكن قبل ان نغوص فى طرح القضية لابد ان نطرح كيف ظهرت هذه الأسماء على الساحة. إبان وجود الدكتور سمير فرج على رأس دار الأوبرا المصرية الذى قرر عمل خطة ومشروع لصناعة نجوم جدد للغناء ووقتها تمت دعوة كبار الملحنين حتى يختار كل ملحن صوتا ويتبناه، وكان من بينهم الراحل الكبير عمار الشريعى ومحمد على سليمان وحلمى بكر ومحمد سلطان والراحل حسن أبوالسعود وصلاح الشرنوبى وكان يشرف على الفرقة الدكتور جمال سلامة، وأبرز هذا المشروع اسماء مثل مى فاروق وآيات فاروق واميرة احمد ومروة ناجى وشقيقتها سلمى واسماء سعيد الشهيرة الآن بسومة وأميرة أحمد ونجوى وأحمد سعيد شقيق سومة أمنية سمير، وبعد رحيل الدكتور سمير فرج إلى رئاسة المجلس الأعلى للأقصر ثم محافظا لها. تم تجميد المشروع وتم إلحاق هذه الأصوات بالفرق المختلفة. وبالتالى جزء كبير من الحلم بالنسبة لهم قد تحقق، لكن حاول كل صوت منهم ان يجد لنفسه طريقا آخر بجوار دار الأوبرا المكبلة بعشرات من القوانين واللوائح التى تمنع الإنتاج الخاص لهذه الأصوات، لأن دورها محصور فى الحفاظ على التراث وتقديمه فى حفلات منتظمة من خلال فرق الموسيقى العربية. أما إنتاج أعمال جديدة فهو أمر غير معنية به. ظهور رحاب عمر ثم مروة ناجى أثار جدلا بين مؤيد ومعارض للتجربة. البعض يرى انهما اخطآ والبعض الآخر يرى ان الصوت من حقه حتى آخر يوم فى حياته ان يتطلع نحو الأفضل. رحاب عمر من جانبها أكدت ان مشاركتها فى برنامج «الفائز» جاء لأنها تريد ان تخطو خطوات أسرع نحو المزيد من النجومية، وأشارت انها لو كانت قد حصلت على الجائزة لكانت أولى خطواتها لإنتاج ألبوم غنائى يقدمها بشكل جديد للجمهور. وحول وجودها كصوت مهم داخل الأوبرا وإقدامها على برامج مخصصة لاكتشاف الأصوات، قالت: أجبرت على الدخول فى هذه المنافسة لأننى شعرت ان الناس لا تذهب إلى الأوبرا ولا تعرف عنها أى شىء، نحن مجهولون بالنسبة لهم. وأى مطرب يتطلع إلى ان يشتهر فى كل أرجاء الوطن العربى. واحدى متع الغناء ان تنتشر وتصل موهبتك لكل الناس. الدكتورة إيناس عبدالدايم رئيس الأوبرا سألتها سؤالين حول مشاركة مروة ناجى ورحاب. الأول كفنانة إذا وضعت محلهما هل ستشارك؟ والثانى كمسئولة عن دار الأوبرا كيف ترى الامر؟ قالت: كفنانة كنت سوف أفكر 500 ألف مرة. أما كمسئولة فأرى ان دور الأوبرا هو الحفاظ على التراث وليس إنتاج أعمال جديدة. كما ان دورنا ليس احتكار الصوت بالقدر الذى يجعله يدفن موهبته. والفنان من حقه ان يسعى لتحقيق طموحه، وطموح الفنان كما يعى الجميع بلا حدود خاصة إذا كان فى مرحلة الشباب، وأنا شخصيا أحسد مروة على تلك الجرأة فى اتخاذ قرار مشاركتها فى هذا البرنامج، والحمد لله ظهورها كان مشرفا جدا، ولجنة التحكيم كانت مبهورة بها. ولا تتخيل أننى أثناء دخولها للمسرح كنت فى حالة قلق، وإذا بها كالغول تبهر الجميع. وأرى أيضا ان من حسن حظ مروة ان اللجنة جميعها من الذين يقدرون معنى كلمة صوت. لأن ما حدث مع رحاب عمر كان العكس، حيث كانت هيفاء وهبى هى الحكم وبالتالى خرجت رحاب، بينما لو الأمور سارت بشكل طبيعى دون تدخل فى أعمال لجنة الحكم أتصور أن تكون مروة هى الفائزة بهذه المسابقة. الموسيقار صلاح الشرنوبى، قال فى تحليله لهذه الظاهرة: أنا ضد المشاركة، خاصة إذا كانت الموهبة بحجم مروة ناجى، لأن الدولة عليها حق رعاية المواهب، لكن أيضا من حق الصوت ان يبحث عن طرق وبدائل للوصول للناس. وأضاف الشرنوبى: وإن كنت أرى أيضا ان هذه البرامج لم تخدم كل الذين ظهروا بها. اين الذين فازوا خلال السنوات السابقة؟ المستفيد الوحيد من كل هذا هو منتج البرنامج سواء كانت قناة أو شركة. وأكد الشرنوبى أن كل ما اتمناه لهذه الأصوات الشابة قبل ان تبحث عن هذه البرامج ان تبحث عن شخصيتها. لأن كل من يغنون الآن يشبهون بعضهم البعض فى كل شىء طريقة الغناء واختيار الكلام وطريقة الملابس.