وسط حالة من السخط والغضب، انتشر بسرعة البرق مقطع فيديو نشرته جماعة تطلق على نفسها «حركة أحرار الشام الإسلامية»، عبر موقع «يوتيوب»، ويتضمن مشاهد تعذيب وجلد مواطن سوري، ل«تركه صلاة الجمعة» - حسب رؤيتهم. الفيديو أثار تساؤلات ليس داخل الساحة السورية فحسب، ولكن في أرجاء الوطن العربي، وكان لسان حال الغالبية من السوريين: «متى يتوقف نزيف الدم.. ومتى تنتهي دائرة الاشتباكات والصراعات المسلحة بين مختلف الفصائل وأين دولة القانون؟»، ليسلط الضوء على الائتلافات والكتائب المسلحة والجماعات الجهادية التي نشأت بالتوازي مع تصاعد وتيرة الأحداث والصراعات القائمة بين النظام الحاكم وعلى رأسه بشار الأسد وجماعات المعارضة المسلحة على مدار ثلاث سنوات تمثل عمر الثورة السورية. الفيديو المتواجد على «يوتيوب»، منذ أمس السبت، يظهر فيه مسلحون يجلدون اثنين من السوريين أمام مجموعة من المواطنين في المنطقة الشرقيةبسوريا، وتحديدًا في ريف الزور بحلب، موضحين أن الحكم نفذ تحت شعار «حركة أحرار الشام الإسلامية والهيئة الشرعية معا». «الهيئة الشرعية.. البداية 9 مارس 2013» وفي دير الزور الشرقي شهدت المنطقة عرضًا عسكريًّا لمجموعات مسلحة أطلقت على نفسها الهيئة الشرعية في المنطقة الشرقية، وذلك بتاريخ 9-3-2013، لتعلن توليها إدارة شؤون الناس في تلك البقعة التي يسيطر مقاتلو المعارضة على أجزاء واسعة منها، وفقًا لمعلومات المرصد السوري الحقوقي. «الهيئة الشرعية» سبق أن أعلنت في بيان لها أنها المسؤولة عن تيسير أمور الناس وملء الفراغ الأمني، ودعموا موقفهم من خلال استعراض عسكري بسيارات رباعية الدفع تحمل عددًا من الأسلحة في تلك المنطقة. «أحرار الشام في الصورة» نشأت حركة أحرار الشام على غرار أي دولة بالعالم يحدث بها اضطراب في الأوضاع السياسية واختراق في الأجهزة الأمنية وغياب القانون، وكانت بطبيعة الحال لها مصالح وأهداف خاصة، كما كانت هذه الحركة نموذجًا حيًّا لتلك الجماعات التي نشأت إبان الثورة السورية، وذلك بالاتحاد مع ثلاثة فصائل سورية وهي حركة الفجر الإسلامية وجماعة الطليعة الإسلامية وكتائب الإيمان المقاتلة. وتتمركز هذه الحركة في محافظتي إدلب وحلب، ومن أبرز مواجهاتها مع الجيش النظامي كانت في مواقع كتفتناز وجبل الزاوية ومدينة حلب وسراقب وأريحا وكذلك بنش، وتشتمل على عدد كبير من الألوية والكتائب ومن أنشطها لواء الإيمان في حماة ولواء التمكين شمال إدلب. «نظامنا رباني والله استخلفنا على الأرض» كلمات رددها حسان عبود، قائد حركة أحرار الشام الإسلامية في حواره لقناة الجزيرة القطرية، مضيفًا أن الحركة تعتمد على الغنائم العسكرية التي يحصلون عليها من الجيش النظامي في المعارك الدائرة في أنحاء سوريا. وأضاف أن الهدف الرئيسي للحركة هو تطبيق الشريعة الإسلامية وعدم الاقتراب من المفاهيم الإسلامية فهي خطوط حمراء لا يمكن لأحد أن يقترب منها، موضحًا أن نظام الحركة رباني وأن الله استخلفهم على الأرض، كما أن التمويل يأتي من التبرعات للمغتربين في الخارج من غير السوريين.