فيما دعت باريس إلى مكافحة الإرهاب، وواشنطن إلى الاحجام عن الانتقام بعد التفجير الذى ضرب معقل حزب الله في الضاحية الجنوبية بالعاصمة بيروت مساء أمس الأول، حذر الشيخ نعيم قاسم، نائب الأمين العام لحزب الله اللبنانى، من أن لبنان متجه نحو «الخراب» إن لم يكن هناك تفاهم سيأسى بين الفصائل المختلفة. وعن التفجير، الذى أسقط 5 قتلى وحوالى 70 جرحيا، قال الشيخ قاسم إن حزب الله لا يخشى مثل هذه الأحداث، وهو يواجهها ويتصدى لها، لكننا نحرص على استقرار وسلامة البلد، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية. ومضى قاسم محذرا من أن «لبنان على طريق الخراب إن لم يكن هناك تفاهم سيأسى وتكاتف للأيدي»، معتبرا أن الرد هو «تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم جميع الأطراف لتعطيل عمل البيئة الحاضنة للإرهاب». وسبق أن اتهم قاسم حزب الله، وهو شيعي يدعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد، قوى 14 آذار، المؤيدة للمعارضة السورية، بتشكيل «بيئة حاضنة للتكفيريين»، على حد وصفه. وبينما تطالب قوى 14 آذار، بقيادة سعد الحريرى، بتشكيل حكومة «حياديين» (غير منتمين حزبيا)، تتمسك قوى 8 آذار، بزعامة حزب الله، بحكومة سياسيين يتمثل فيها جميع الأطراف، وبينها الحزب. وعلى خلفية تفجير الضاحية الجنوبية، وهو الثالث خلال شهور قليلة، قتلت سيدة وأصيب أربعة آخرون بجروح في تبادل إطلاق نار بين سنة وعلويين (شيعية) في مدينة طرابلس شمالي البلاد، بحسب ما نسبته وكالة رويترز إلى مصدر أمنى. المصدر تابع موضحا أنه «بعد انفجار الضاحية، أطلق الرصاص ابتهاجا فى منطقة باب التبانة (ذات الغالبية السنية فى طرابلس)، ما استفز منطقة جبل محسن (ذات الغالبية العلوية) المقابلة، ليتطور الأمر بعدها إلى تبادل لإطلاق النار بين الطرفين». وداعية كل البنانيين إلى التكاتف من أجل مواجهة هذا الإرهاب المتصاعد»، عنونت صحيفة «السفير» اللبنانية أمس بعبارة: «فلنتوحّد خلف نعوش ضحايانا»، فيما كتبت صحيفة «المستقبل» إن قمة الفاجعة فى مأساة الضاحية هو أنها لم تكن مستبعدة، باعتبار أن الإرهاب سيكون على ما يبدو لصيقا بيوميات اللبنانيين فى عام 2014»، على حد تقديرها. ووفقا لتحليل صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأمريكية أمس، فإن التفجيرات المتوالية فى لبنان تعكس اتساع رقعة الحرب بالوكالة بين السعودية (الداعمة للسنة) وإيران (الداعمة للشيعة)، وانتقالها من سوريا إلى مناطق جديدة. الصحيفة أضافت أن «شيعة طهران وسنة الرياض يتنافسون منذ سنوات على مناطق النفوذ فى المنطقة، وأن حدة التوتر زادت في مايو الماضي بعد أعلن حزب الله، المدعوم من إيران رسميا، مشاركة قواته في الحرب الأهلية الدائرة في سوريا بجانب قوات النظام (علويين)». وكالعادة، توالت أصوات الإدانة الدولية لتفجير الخميس، حيث قالت وزارة الخارجية الفرنسية، على لسان المتحدث باسمها رومان نادال، أمس، إن «فرنسا تدين بحزم شديد الانفجار، وتجدد التزامها باستقرار لبنان ودعم السلطات فى محاربة كل أشكال الارهاب». هي الأخرى، قالت ماري هارف نائبة المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية إن بلادها تدين «بأقوى الكلمات الممكنة» التفجير، وتعرب عن تعازيها لأسر الضحايا، داعية كل الأطراف إلى الاحجام عن الأعمال الانتقامية. فيما أعرب أعضاء مجلس الأمن الدولي عن تعازيهم لأسر الضحايا وتعاطفهم مع جميع المصابين في هذا «العمل الشنيع». - 2 يناير 2014: تفجير في الضاحية الجنوبية لبيروت يسقط 5 قتلى و70 جريحا. - 27 ديسمبر الماضي: مقتل السياسي اللبناني المناهض لحزب الله ودمشق، محمد شطح (وزير مالية سابق ومستشار لسعد الحريري) وسبعة آخرين في انفجار سيارة مفخخة ببيروت. - 19 نوفمبر الماضي: تفجيران انتحاريان استهدفا السفارة الإيرانية في بيروت عند طرف الضاحية، وأوقعا 25 قتيلا بينهم مسئول إيراني. - 23 أغسطس الماضي: تفجيران بسيارتين مفخختين في طرابلس (شمال)، ذات الأغلبية السنية وسقوط 45 قتيلا.