أحمد رشوان: خلال تنفيذ الفيلم اكتشفت أن التمييز يُزرع فينا منذ الصغر بعد فوزه بجائزة لجنة التحكيم عن فيلمه الأخير «مولود فى 25 يناير»، فى المهرجان القومى للسينما، يضع المخرج أحمد رشوان لمساته النهائية على فيلمه الجديد «جزيرة النصارى» والذى يتناول فيه حكايات الأقباط مع ثورة 25 يناير وما بعدها، كما يبحث عن وسيلة لتنفيذ مشروعه الروائى الثانى «عيون صحرا»، والذى تدور أحداثه بالكامل بواحة سيوة فى الصحراء الغربية. يقول رشوان عن جائزة فيلمه الأخيرة: أكثر ما أسعدنى بالجائزة أنها تأتى من مهرجان يضم كل الإنتاج المحلى فى صناعة السينما، وتعتبر ختاما مهما لرحلة الفيلم التى طاف فيها 12 مهرجانا، وحصل على 4 جوائز، لكن يبقى الانجاز الأهم بالنسبة للفيلم هو حالة التوثيق وكون الفيلم أصبح من ضمن الذاكرة السينمائية لتلك الفترة المهمة فى تاريخ مصر، ودائما من خلال عروض الفيلم أتابع رد فعل الجمهور وتفاعله مع تلك الأيام، وهذا هو النجاح الأهم. وعما إذا كانت نظرته لما قدمه فى العمل قد تغيرت فى ظل الأحداث المتعاقبة أوضح: إيمانى بالثورة مازال موجودا بالطبع، ولكن أشعر أننا كنا أكثر رومانسية مما يجب، لأن الأمر أصبح أكبر من مجرد الوجود فى المظاهرات والهتاف، وتدريجيا القوى السياسية مثلا أثبتت هشاشتها وتجربة ال3 سنوات أثبتت أننا بحاجة إلى تعلم الكثير من الأشياء. وتطرق رشوان إلى الحديث عن فيلمه الجديد، والذى أطلق عليه مؤقتا «جزيرة النصارى»، قائلا: الفيلم يدور حول الأقباط وعلاقتهم بالثورة وما تعرضوا له لاحقا.. فالأقباط وضعوا فى قلب الأحداث فى مواقف متعددة منها مذبحة ماسبيرو ورحيل البابا شنودة الثالث، وصولا إلى مرحلة ما بعد 30 يونيو بعدما اتهمتهم بعض التيارات الاسلامية بأنهم وراء الثورة ضد محمد مرسى، خاصة مع حضور الباباب تواضروس بيان عزل مرسى. وأوضح أن الفيلم يناقش كل ما سبق من خلال بعض الشخصيات المختلفة ولن أقول إننى خرجت بقناعة محددة، بل الفيلم كان وسيلة لطرح الأسئلة ومناقشة أحوال الأقباط وطرح سؤال مهم، وهو هل الأقباط نجوا من فخ التمييز؟ وهو سؤال لم أجد له اجابة ولكن اكتشفت أن التمييز شىء متجذر فى تربيتنا جميعا من الصغر فى الشارع والمدرسة والبيت إلخ. ومضى المخرج أحمد رشوان، قائلا: أيضا ناقشنا ظاهرة الهجرة إلى جورجيا والتى استقبلت عشرات آلاف الأقباط عقب ثورة يناير كمهاجرين، وهو ما دفعنى للسفر إلى جورجيا مع أحد الأبطال والتصوير معه هناك، والفيلم يضم شخصيات متعددة منها الممثل جورج فوزى والباحث والصحفى سليمان شفيق ووجيه أسعد من اسكندرية وشقيقته صابرين ومنى مكرم، وهى أحد المهاجرين إلى استراليا. اما عن ثانى أفلامه الروائية فقال: لدى مشروع متوقف منذ فترة وهو «عيون صحرا» وأبحث عن منتج مشارك كما أسعى للحصول على دعم وزارة الثقافة لأن الفيلم تعثر انتاجيا بعد الثورة لأنه من الأفلام البعيدة عن أحداثها، فهو يدور حول فكرة إلى أى مدى نحن فى حاجة إلى مواجهة أنفسنا من خلال أحداث تمر بها بعض الشخصيات. وأشار إلى أن معظم أحداث الفيلم فى واحة سيوة، وهو مكان أعتقد أنه لم يظهر فى أى عمل إلا بعض الأفلام التسجيلية وبعض المشاهد التى صورها يوسف شاهين هناك لذا، فالعمل له روح مختلفة إلى حد كبير