قال محمد حسنين هيكل، الكاتب الصحفى، إن النظام الدولى دائماً يحتاج إلى قوى تنظمه وتلعب دور «المايسترو» ودخول "أمريكا" بما تملكه من موارد ضخمة أدى لتغيير كبير فى الساحة الدولية، على حد قوله. وأضاف هيكل فى تصريحات، خلال سلسلة حلقاته من برنامج «مصر أين ومصر إلى أين» الذى يذاع على فضائية «سى بى سى» مساء الجمعة، أن الإمبراطورية البريطانية ظلت تقود العالم لقرنين ثم بالشراكة مع فرنسا قرنا آخر، ثم ظهرت ألمانيا واليابان، إلى أن اندلعت الحرب العالمية الثانية. وأشار إلى أنه كانت هناك قوتان متوازنتان الولاياتالمتحدة والاتحاد السوفيتى، وانتهى هذا التوازن بانهيار الشيوعية وخروج الاتحاد السوفيتى من معادلة القوة مؤقتا، ثم دخل العالم مرحلة السيادة الأمريكية ووهم تصور وجود قوة واحدة تقود العالم، على حد وصفه. وعن الرئيس الأمريكى "دوايت أيزنهاور" قال هيكل: إنه بعد الحرب العالمية الثانية، كانت ذروة الإمبراطورية الأمريكية فى عهده، معتبراً أنه منح "أمريكا" ما وصفه ب«الاستقراراً الزائف»، مؤكداً أن "أيزنهاور" تميز بخلق موازين بين جميع القوى، والسيطرة والقيادة التامة، على حسب وصفه. واعتبر، أن الرئيس «جون كيندى» كان يمثل إحياء لحلم الديمقراطية الأمريكية، الذي حلم به أغلب المواطنين، ولكن جاء اغتياله ليمثل نقطة فاصلة فى التاريخ الأمريكي، ووجه ضربة لحلم كل المواطنين، على حد وصفه، مشيرا إلى أن الرئيس «ليندون جونسون» غرق فى حرب فيتنام والتى أثرت عليه بشكل كبير. وانتقل هيكل إلى الرئيس «ريتشارد نيكسون» الذى اعتبره ارتكب خطأ كبيرا ًبسبب حادثة «ووتر حيت» والتى عُزِل على أثرها، مؤكداً أنه عُزِل بسبب «كذبه» على الكونجرس، وليس بسبب تنصته على المنافسين. وقال إن الرئيس «جيرالد فورد» كان رئيساً ضعيفاً ولم يضف الجديد لأمريكا، على حد قوله. وعن الرئيس الأمريكى، المشرف على اتفاقية السلام المصرى - الإسرائيلى كامب ديفيد، الرئيس «جيمى كارتر»، قال هيكل: إنه شخصية ضعيفة، ويتحمل جزءاً كبيرا من دم الرئيس الراحل محمد أنور السادات، بسبب ضغطه الشديد عليه، لافتاً إلى أن الشرق الأوسط لن يجدي معه اتفاقيات السلام. "كان سطحياً وواجهة لبعض السياسين" كانت هذة العبارة، تصف تعليق هيكل عن الرئيس الأمريكى «رونالد ريغان». مروراً بالرئيس الأمريكى السابق «جورج بوش الأب» الذى اعتبر إياه مشروعا لرئيس جيد، لكن واجهته مشكلات عديدة، منعته من تحقيق العديد من النجاحات، على حسب تعبيره، وانتقالاً إلى الرئيس «بيل كلينتون» قال: "كان يملك برنامجاً داخلياً جيداً، وأثّر فى حياة المواطنين لذلك استمر رغم قضية مونيكا". وعن الرئيس «جورج بوش الابن» الذي اعتبره هيكل متسبباً فى مشكلات عديدة، تعاني منها أمريكا حتى اليوم، حيث لعبت أمريكا فى عهده دور «شرطي العالم» لكن بطريقة «البلطجى»، على حسب تعبيره. أما الرئيس الأمريكى الحالى «باراك أوباما»، فاعتبره هيكل، أنه «ليس حلماً بل تزييفاً للحلم، حيث إن أمريكا بحثت عن رئيس من خارج السياق بعد "بوش الابن"، على حد قوله. ومن وجهة نظر هيكل، فقدت أمريكا الكثير ودخلت فى مشكلات اقتصادية بسبب الحروب التى خاضتها، ضارباً مثالا بحرب أمريكا على العراق التى كلفتها حوالى تريليون دولار، على حسب تعبيره.