عاد الحديث عن «قلادة النيل»، أرفع وسام مصرى، بمنح رئيس الجمهورية المؤقت، المستشار عدلى منصور، تلك القلادة إلى اسم الرئيس الراحل، محمد نجيب، أول رئيس للجمهورية، وخالد محيى الدين، زعيم حزب التجمع، بصفته أحد الضباط الأحرار، الذين ساهموا فى مجلس قيادة الثورة، والذى كان يلقب ب«الصاغ الأحمر» لميوله اليسارية. والقلادة عبارة عن سلسلة من الذهب الخالص، تتجسد فى وحدات متشابكة، تمثل رسوما فرعونية تدل على الخير والنماء الذى يجلبه النيل لمصر، وما بين كل وحدة وأخرى توجد زهرات من الذهب، وجميعها مرصعة بفصوص من الياقوت الأحمر والفيروز الأزرق. منح قلادة النيل لأى شخصية يترتب عليه عدد من المزايا البروتوكولية المتمثلة فى حضور تلك الشخصية فى الصفوف الاولى فى جميع المناسبات الرسمية التى تقيمها الدولة، ويعامل بدرجة رئيس وزراء، فضلاً عن أنه يحظى بجنازة عسكرية عند وفاته. وتجيز المادة الرابعة من القانون رقم 12 لسنة 1972، الذى ينظم آليات منح قلادة النيل والأوسمة والأوشحة، إهداء قلادة النيل إلى رؤساء الدول وأولياء العهود ولنواب الرؤساء ومن يقدمون خدمات جليلة للوطن والإنسانية. ولم يخل القانون المذكور من آلية السحب والحرمان من قلادة النيل وغيرها من الأوسمة والأوشحة المعتمدة فى الدولة، إذ جاء فى مادته الثانية والعشرين، انه «مع عدم الإخلال بأحكام قانون العقوبات الخاصة بالحرمان من الحقوق والمزايا المدنية، يجوز بقرار من رئيس الجمهورية تجريد حامل القلادة أو الوشاح أو الوسام أو النوط منه، إذا ارتكب أمرا يزرى بالشرف أو لا يتفق والإخلاص للوطن، وذلك بعد أخذ رأى لجنة تُشكل بقرار من رئيس الجمهورية من أربعة من حاملى الأوسمة ومن مستشارى مجلس الدولة، ويترتب على التجريد رد القلادة أو الوشاح أو الوسام أو النوط». وقد منح الرئيس (الراحل) جمال عبدالناصر قلادة النيل لعدد من الشخصيات البارزة فى خمسينيات وستينيات القرن الماضى، فى مقدمتهم الفريق عزيز المصرى، القائد العسكرى البارز فى حرب فلسطين 1948، وتم منحه القلادة فى 1960، فضلا عن أن عبدالناصر فى 1956 منح نفسه و8 من أعضاء مجلس قيادة الثورة «قلادة النيل» ونياشين وأوسمة فى ذكرى ثورة يوليو 1952. وفى عهد الرئيس (الراحل) أنور السادات حصل عليها آخرون، فى مقدمتهم الرئيس الأمريكى، ريتشارد نيكسون عام 1974، والعاهل السعودى الملك فيصل عام 1975، وفى عام 1980 تم بها تكريم اسم رائد الاقتصاد المصرى، طلعت حرب، بعد رحيله. وفى عهد الرئيس (الأسبق) حسنى مبارك تم منح القلادة لكل المصريين الحاصلين على نوبل فى عهده، وكانت البداية مع الأديب العالمى نجيب محفوظ فى 1988، ثم حصل العالم المصرى، الدكتور أحمد زويل عام 1999، بينما نال رئيس الهيئة الدولية للطاقة الذرية (الأسبق) الدكتور محمد البرادعى، على قلادة النيل فى 2005. ومن غير أصحاب نوبل، حصل عليها الجراح المصرى العالمى، الدكتور مجدى يعقوب، فى 2011، كما كرم الأديب الراحل توفيق الحكيم، بقلادة النيل فى 1985. وفى عهد الرئيس (السابق) محمد مرسى حصل على قلادة النيل المشير حسين طنطاوى، وزير الدفاع (السابق)، واسم الرئيس الراحل أنور السادات، واسم رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية فى حرب اكتوبر 1973، الفريق سعد الدين الشاذلى. وحصل على قلادة النيل عدد آخر من غير المصريين، منهم: الزعيم الجنوب أفريقى (الراحل) نيلسون مانديلا، والملكة إليزابيث الثانية، ملكة بريطانيا، والرئيس اللبنانى (السابق) إميل لحود، والامبراطور اليابانى أكيهيتو، والرئيس القبرصى (الأسبق) مكاريوس الثالث.