لكل فرد في المجتمع شخصية مميزة عن الآخرين، نختلف في الآراء، الأفكار، العادات، المواهب، والأهداف، وهذه الاختلافات بين الأفراد تؤدي في النهاية إلى التكامل إن نجحنا في نبذ العنف، الحسد، الكراهية. ولكن الصفات السيئة التي قد تؤدي إلى نشر الشرور بين الناس، تنبع بعض الأوقات بسبب مقارنة ذاتك بالآخرين، لذلك تقدم المعالجة النفسية دانييلا تيمبيستا على موقع «هافينجتون بوست» الأمريكي، ثلاثة أسباب لإقناعك بأهمية التوقف عن هذه المقارنة: 1- تُدمر إحساسك بذاتك: أثبتت الأبحاث أن المقارنة تولد مشاعر الحسد وانخفاض الثقة بالنفس والاكتئاب، كما تهدد قدرتنا على الثقة بالآخرين. وعندما تقودك المقارنة للإقلال من قيمتك أو من الآخرين تكون قد دخلت منطقة خطرة. وبالرغم من أن مقارنة أنفسنا بمن هو أقل قد تفيد إحساسنا بالذات، إلا أن لهذه المقارنة ثمن، فهي تجعلنا نشعر بالسعادة من الفشل أو المحن التي يتعرض لها الآخرون، وذلك للشعور بالاكتفاء، وهو الأمر الذي قد يشعل المنافسة الدنيئة بدلا من التعاون. 2- من تقارن نفسك به معلوماتك غير دقيقة عنه إن ما يقدمه الناس إلى العالم الخارجي عادة ما يكون نسخة معدلة من حقيقتهم، حيث كشفت دراسة حديثة أن الأفراد أقل عرضة للكشف عن مشاعرهم السلبية من المشاعر الإيجابية. بالإضافة إلى أن الناس تميل إلى المبالغة في تقدير وجود الإيجابية في حياة الآخرين، بينما يسيئون تفسير أو يفشلون في الكشف عن المشاعر السلبية داخلهم، لذلك عندما تقارن نفسك بالآخرين، توقف واسأل نفسك هل من العادل المقارنة بينما لا تمتلك كل المعلومات؟ 3- إن مقارنة نفسك بالآخرين لا تساعدك على تحقيق أهدافك التأمل في أحوال الآخرين، وأصدقائهم الكثيرين، ونجاحهم الأكبر من نجاحك، جميعها أمور تُعد مضيعة للوقت، وغير فعالة، إن قسوتك على ذاتك تمحو الدافع وتقلل من إنجاز الهدف. وإذا كنت تريد أن تشعر بالرضا في حياتك فإنك تحتاج إلى تكريس وقتك وطاقتك لقيمك الخاصة بك، ولكي تصب تركيزك في المكان الصحيح اسأل نفسك: عندما تتخيل نفسك في نهاية حياتك تنظر إلى ما قدمته فيها ماذا ستكون الخبرات والإنجازات التي ستكون الأكثر أهمية بالنسبة لك؟ من هو الشخص الذي تريد أن تكون عليه؟ ما نوع العلاقات التي تريد أن تكون في حياتك؟ ما الأمور التي تريد أن يتذكرها الناس عنك؟.. استخدم هذه القيم الشخصية كمقياس لما تقارن به نفسك، بدلا من إنجازات من حولك. إن كانت مقارنة نفسك بالآخرين هي الطريقة التي تستخدمها في تقييم ذاتك، فسوف تخسر دائمًا. لن تصل أبدًا في رحلة الحياة لنقطة تكون فيها أفضل من الآخرين في كل شيء. ويجعل التعلم من مواهب الآخرين حياتك رائعة ومسلية، لذلك بدلاً من محاولة أن تكون مثل أو أفضل من الآخرين صب طاقتك في أن تكون أفضل مما أنت عليه. لذلك في المرة القادمة التي تجد نفسك تستخدم أحدًا كمقياس لقيمتك، توقف وذكر نفسك بأن هذه الاستراتيجية غير فعالة، وبدلاً من ذلك قم بتوجيه طاقتك وانتباهك لأهدافك الشخصية وما هو مطلوب لتحقيقها.