بدأت أعمال القمة الخامسة عشرة لحركة عدم الانحياز فى شرم الشيخ يوم الأربعاء بحضور زعماء وممثلى 118 دولة حول العالم. وتسلم الرئيس حسنى مبارك رئاسة القمة من نظيره الكوبى راؤول كاسترو الذى طالب الحضور بالوقوف دقيقة تخليدا لذكرى مؤسسى الحركة، وألقى كاسترو كلمة شدد فيها على ضرورة «إقامة نظام مالى واقتصادى دولى جديد أكثر عدلا»، منتقدا الدول الرأسمالية التى كانت بحسب كلامه «مصدرا» للأزمة المالية العالمية. وعقب تسلمه رئاسة القمة، قال الرئيس مبارك فى كلمته التى استمرت عشر دقائق: «إننا ندعو إلى نظام دولى سياسى واقتصادى وتجارى جديد أكثر عدلا وتوازنا ينأى عن الانتقائية وازدواجية المعايير يحقق مصالح الجميع ويراعى شواغل الدول النامية وأولوياتها، يرسى ديمقراطية التعامل بين الدول الغنية والفقيرة، ويحقق التمثيل المتوازن للعالم النامى بأجهزة المنظمات الدولية، ومؤسسات التمويل القائمة، وآليات صنع القرار الاقتصادى العالمى، والتجمعات الدولية الرئيسية مثل مجموعة الدول الثمانى الصناعية الكبرى ومجموعة العشرين». ولفت إلى ما يتهدد السلم والأمن الدوليين من مخاطر الإرهاب وأسلحة الدمار الشامل، فضلا عن العديد من النزاعات المسلحة وبؤر التوتر وقضايا طال انتظارها لحل عادل فى مقدمتها القضية الفلسطينية وقضية السلام الشامل فى الشرق الأوسط. وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون، هو الوحيد الذى طالب، فى كلمته، برفع الحصار عن قطاع غزة. وتعقد القمة الخامسة عشرة لحركة عدم الانحياز، التى تأسست فى مؤتمر باندونج (إندونيسيا) فى العام 1955 إبان الحرب الباردة كتجمع يضم دول الجنوب ويتبنى الحياد الإيجابى بين الكتلتين الشيوعية والرأسمالية، تحت شعار «التضامن الدولى من أجل السلام والتنمية». وبعث الرئيس الروسى ديمترى ميدفيدف برسالة تحية إلى القمة قال فيها إن حركة «عدم الانحياز» هى أحد العناصر الرئيسية المكونة للنظام العالمى المتعدد الأقطاب»، بحسب وسائل إعلام روسية. وقدم الرئيس مبارك، الزعيم الليبى معمر القذافى خلال الجلسة الافتتاحية بأنه «قائد ثورة الفاتح ورئيس القمة الأفريقية وملك ملوك أفريقيا»، وحرص الرئيس على تكرار هذه المناصب الثلاثة فى ختام كلمة القذافى التى استمرت نحو 50 دقيقة. ووزع أحد أعضاء الوفد البوليفى أوراق كوكايين على بعض أعضاء الوفود المشاركة فى الجلسات لدعم جهود بلاده فى المحافظة على هذا النبات الشعبى!.