يتطور استخدام الفطريات في الصناعات المختلفة يومًا بعد يوم، وهي الآن تستخدم في صناعة الخبز، وبعض المشروبات، لكن ما يصعب تخيله أنها يمكن أن تستخدم أيضًا في صناعة مبيدات حشرية آمنة، وأن تدخل في عمليات زراعة الأنسجة، وصناعات مثل إنتاج الوقود. وتعتقد مجموعة من العلماء مهتمة بالصناعات المرتبطة بالفطريات، أننا ندخل الآن عصر تكنولوجيا الفطريات، التي يمكن أن تنقذ العالم من نقص الموارد. وتكمن طاقة الفطريات داخل التربة في حزمة الخيوط المسماة بالغزل الفطري أو "مايسيليوم" والتي تفرز إنزيمات قادرة على تفتيت الصخور والتربة من حولها، كما تنتج مواد كيميائية قوية للدفاع عن أماكن تواجدها، وهي أيضًا تفرز مواد مغذية للتربة. وينصب اهتمام معظم علماء الفطريات على هذا ال"مايسيليوم"، ويعتقدون أن أنواعًا من الفطريات مثل عش الغراب يمكنها إنتاج أدوية فائقة الجودة. وقد طور عالم الأحياء الدقيقة «غاري ستروبل» في جامعة مونتانا بمدينة بوزمن الأمريكية، وقودًا حيويًّا بعد اكتشافه أن نوعًا من فطريات الأخشاب المتحللة ينتج أثناء نموه مركبات متطايرة تشبه مكونات الوقود النفطي التقليدي، وقام بتجربته بنفسه على دراجته النارية ويعمل «ستروبل» على تسويق الفكرة تجاريًّا الآن. ويعتقد «إيبن باور» المدير التنفيذي لشركة "أيكوفاتيف"، أنه من الممكن لاحقًا تطوير استخدام الفطريات في صناعة السيارات. ويتميز «المايسيليوم» بمرونته مثل البلاستيك، وهو قابل للتحلل ويمكن إعادة تنميته بظروف وكثافات مختلفة لتصنيع مواد متنوعة بخصائص متعددة، وتصنع شركة "Dell" بالفعل عبوات تغليف الكمبيوتر باستخدام فطر عش الغراب كبديل عن البولسترين الضار بالبيئة. وتستخدم الشركة مع الفطريات منتجات زراعية مثل قش الأرز والحنطة السوداء وبذور القطن ممزوجة بالمايسيليوم. ومن منتجات الشركة أيضًا عظام اصطناعية وقطع غيار للسيارات الكهربائية، وعازل مقاوم للنار، وألواح قوية للتزلج على الأمواج، وكلها منتجات تعتمد في صناعتها على الفطريات. كما تنضم شركة "فونغي برفكتي" لقائمة الشركات المصنعة لمواد تعتمد على الفطريات، ولدى مالك الشركة «بول ستاميتس»، أخصائي الفطريات ومستشار برنامج الطب التكاملي بكلية الطب في جامعة أريزونا بالولايات المتحدة، حوالي 30 براءة اختراع لأجهزة طبية وبيئية تنتج في شركته معتمدة على فطر عش الغراب.