80% من المضادات الحيوية الموصوفة للأطفال بسبب الجهاز التنفسي هم في غنى عنها، بحسب تقدير المركز الأمريكي للسيطرة على الأمراض، والسبب أن هذه الأدوية تعالج الأمراض البكتيرية فقط ولا تعالج الأمراض الفيروسية. يقوم الجسم بالتخلص من أية عدوى فيروسية بنفسه من خلال جهاز المناعة، وتشمل الأمراض الفيروسية نزلات البرد والإنفلونزا ومعظم أنواع السعال والتهاب الحنجرة. يحتاج الآباء والأمهات معرفة بعض الحقائق عن الأمراض والمضادات الحيوية تساعد على تقرير حاجة الطفل إلى هذه الأدوية: * لون مخاط الأنف ليس مؤشرًا على العدوى البكتيرية، حيث يعتقد البعض أن لون المخاط الأصفر أو الأخضر علامة على العدوى البكتيرية، والحقيقة أن فيروسات البرد يمكن أن تسبب كل ألوان المخاط أيضًا. * الكثير من التهابات الأذن يتم شفاؤها دون الحاجة لمضادات حيوية، فنظام المناعة قادر على علاجها حتى لو كانت بسبب عدوى بكتيرية، هذه المعلومة لا يحبها الآباء والأمهات، لكن كل ما عليك هو اصطحاب طفلك للطبيب لفحص الأذن نفسها، وعدم إعطاء الطفل مضادات حيوية ومراقبته حتى يشفى. * أكثر من 75% من التهابات الجيوب الأنفية الحادة سببها فيروسات، ولا تحتاج إلى مضادات حيوية. * إذا كان المرض سببه فيروس لن تقوم المضادات الحيوية بتقصير فترة المرض. * الأطفال هم أكثر فئة تتناول المضادات الحيوية. يتركز القلق من الإفراط في تناول المضادات الحيوية حول مقاومة البكتيريا لها، فنتيجة استخدام هذه المضادات في مزارع الحيوانات، أصبحت غير فعالة في حماية الإنسان نتيجة تطور مقاومة البكتيريا لها، ويمكن للإصابة بعدوى بكتيرية مقاومة للمضادات الحيوية أن تتسبب في دخول المستشفى، خاصة أن البكتيريا الناشئة لا تستجيب للمضادات. كذلك يترتب على استخدام المضادات الحيوية آثار جانبية مثل القيء والإسهال وأمراض الحساسية، وتقوم المضادات بقتل البكتيريا الجيدة في الأمعاء، ما يجعل من استخدامها دون حاجة مخاطرة. ماذا يفعل الآباء؟ لا تسأل الطبيب وصف مضاد حيوي ما لم يقم هو بذلك، فقد أظهرت إحدى الدراسات أن 62 بالمائة من حالات وصف الطبيب مضادًا حيويًّا للأطفال نتيجة ضغط الوالدين أو نتيجة شعوره بأن الآباء يتوقعون منه أن يفعل ذلك. إذا كان هناك شك في وجود بكتيريا في الحلق عليك أخذ عينة من حلق الطفل وعمل مزرعة، فلا علاج لهذه البكتيريا إلا إذا تم تحليل عينة منها، وتشير الدراسات أن طفلًا واحدًا من بين كل 5 يعانون آلام الحلق يحتاج إلى مضاد حيوي. إذا وصف الطبيب لطفلك مضادًا حيويًّا عليك إكماله حتى النهاية وفق الجرعة الموصوفة، فعدم استكمال الدواء يؤدي إلى تطوير مقاومة البكتيريا له، كذلك لا تقم بمشاركة الدواء مع طفل آخر.