• السينما حائرة فى أرض الأحلام والكوابيس • شاهين سخر من تمثال الحرية .. داوود رفضها .. وخيرى كشف الوهم الكبير ثمة رابط واحد يربط بين عدة افلام على مدار ازمنة مختلفة وهو الحلم الامريكى، فالولاياتالمتحدة التى يراها البعض ارض الفرص الحرة والحقيقية هى ارض الاحلام لكثير من صناع السينما وهى ارض الكوابيس لآخرين وبين هؤلاء وهؤلاء ما تزال السينما تسبح بحثا عن علاقة هذا البلد الكبير مع الطامحين والمكتئبين والراغبين فى الهجرة والذين ضاقت بهم اوطانهم آخر هذه الافلام التى تأتينا بالحلم الامريكى فيلم المواطن «2013» الذى قام ببطولته النجم خالد النبوى ويعرض الان فى دور العرض المصرية وتدور احداثه حول شاب عربى من لبنان حصل على تأشيرة للإقامة فى الولاياتالمتحدة عن طريق «اللوترى» الامريكى الذى يمكن الراغبين فى السفر الى امريكا وبداية حياة جديدة هناك من ذلك وبالفعل وصل الشاب ابراهيم الى امريكا قبل يوم واحد من احداث الحادى عشر من سبتمبر الشهيرة ولأنه عربى فقد تعرض لكثير من المضايقات وسجن لستة اشهر دون ذنب اقترفه ولكنه كان مصرا على ان يصبح مواطنا امريكيا وبالفعل ناضل طيلة احداث الفيلم حتى تحقق له ذلك بعد ان اصبحت قضيته قضية رأى عام واختتم الفيلم بالنهاية السعيدة التى مكنت الشاب العربى من الحصول على الجنسية الامريكية والاكثر انه اصبح رجل اعمال مهما وكون عائلة وحظى بمسكن لائق وهو الحلم الذى جاء من اجله وحققته له امريكا. ومن خالد الى خان ذلك المواطن الهندى المسلم الذى جسد دوره النجم شاروخان فى فيلم اسمى خان «2010» والذى حلم بأن يقابل الرئيس الامريكى ليخبره ان المسلمين ليسوا ارهابيين وانه ليس ارهابيا وكما حدث لخالد فى فيلم المواطن حدث لخان فى فيلم شاروخان معاناة كبيرة وسجن وتعذيب واهانات واضطهاد للاقليات واسقاطات وتلميحات حتى اصبح خان بطلا بعد ان صارت قضيته معروفة وطلبه بمقابلة الرئيس قصة خبرية من قصص البرامج التليفزيونية، وفجأة بعد ان زار الرئيس الجديد باراك اوباما الولاية التى يعيش فيها خان ويلقى خطابا ويرحل ويظن خان انه فقد الامل يترجل الرئيس من سيارته ليعود ويطلب لقاء خان الذى يخبر رئيس الولاياتالمتحدةالامريكية انه ليس ارهابيا ويستمع له الرئيس ويشيد به ويعزيه فى مقتل ابن زوجته ويؤكد له انه مهتم به وهى نهاية تكرس لنفس الحلم الامريكى والانسانية والتواضع عند الامريكان ورئيسهم. ولكن الحال ليس على هذا النحو دائما فى السينما فالحلم الامريكى احيانا يتحول الى كابوس وانظر الى بطل يوسف شاهين فى فيلم اسكندرية ليه «1978» الذى ظل يحلم طيلة احداث الفيلم بالسفر والدراسة فى امريكا ارض الحرية والمساواة والحق كما كان يرى ويروج لها الى ان سافر وعاش هناك ليكتشف فى نهاية الفيلم ان احلامه عن امريكا مجرد اوهام وان الحرية ما هى إلا فى حقيقة الامر لامرأة عجوز دميمة فى اشارة منه الى الوهم الذى عاشه بطله وشاهين نفسه فى صباه وهى القناعة التى تكرست فى عدد من افلام شاهين مثل اسكندرية نيويورك وغيرها وانظر الى بطلة داوود عبد السيد فى ارض الاحلام «1993» وهى تجتر ذكرياتها وتبحث عنها قبل ان تسافر الى امريكا بناء على طلب الاولاد وتفاجأ قبل السفر بيوم ان الحلم الامريكى لن يعوضها سنوات الحياة فى وطنها وانها ليست مهتمة ولا ترى فى السفر تلك الفوائد التى يتحدث عنها ابناؤها، ومن داوود الى خيرى بشارة وامريكا شيكا بيكا «1993» وكأنه اتفاق بين اثنين من اهم مخرجى السينما فى مصر على ان الحل ليس فى السفر وان الحلم الامريكى ما هو الا صناعة اعلامية رديئة، حتى كوميديا سخرت السينما من ذلك الحلم فى هاللو امريكا لنادر جلال «2000» والذى سافر فيه الابطال بحثا عن فرصة ودولارات اكثر وفى نهاية الامر لم يتبق لهم الا دولار واحد تخلصوا منه وكأنهم يرفضون اى شىء يربطهم بأمريكا.