بعد توقف عامين متتاليين نتيجة الأجواء الملتهبة فى البلاد، أطل المهرجان القومى للسينما فى دورته السابعة عشرة، ليبعث الأمل من جديد فى نفوس السينمائيين، غير أن الدورة، التى اختتمت الثلاثاء الماضى، عانت غياب النجوم، بل والفائزين بالجوائز أيضا، فتطايرت أسهم النقد الموجهة لهم نتيجة غيابهم عن تلك الفعالية، فيما حملت الفنانة رانيا يوسف المهرجان المسئولية. رئيس لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة الكاتب وحيد حامد لم يتوقف، فى كلمته أمام حفل الختام، عن الهجوم على الفنانين المصريين الذين يتغيبون عن مهرجانات بلدانهم فى الوقت الذى يتهافتون فيه على المهرجانات العربية والأجنبية. وفى المقابل، حاولت الفنانة رانيا يوسف، فى نهاية الحفل، رفع الحرج عن الفنانين الغائبين، وطلبت إلقاء كلمة أوضحت فيها أن غياب النجوم ربما يعود إلى خطأ من الإدارة، حيث وصلت الدعوات إلى الفنانين قبل الحفل بساعتين فقط، وهذا ما حدث معها وربما يكون السبب فى غياب الحضور. ولم تتوقف كلمة الكاتب وحيد حامد عند هذا الحد بل طالت العديد من مشاكل السينما المصرية حيث قال حامد إنه من خلال توليه رئاسة لجنة التحكيم لهذه الدورة إن هناك أعمالا لا ترتقى لمرتبة وصفها بالأفلام من الأصل، وكأنها صنعت بمزارع البانجو، على حد تعبيره. كما أشار حامد إلى أن مهرجانا كالقومى للسينما هو مساحة من النور والتنوير، وتمنى أن تتسع مساحات النور لتطرد خفافيش الظلام والجهل الذين يعلنون العداء والكراهية المفرطة لكل الفنون، مؤكدا أن مسئولية كل المشتغلين بالثقافة والفكر والفن فى هذا الوقت الصعب هى مسئولية وطنية حتى تعود مصر إلى عهدها مرة أخرى. وجاءت نتائج المهرجان لتؤكد رؤية لجنة التحكيم ورئيسها فى انحيازهم للسينما الحقيقية، حيث فاز بجائزة أحسن إخراج «داوود عبدالسيد» عن فيلم «رسائل البحر»، الذى رفض التعليق على فوز فيلمه بالعدد الأكبر من الجوائز مقارنة بأى من الأفلام الأخرى. لكنه علق على أزمة غياب النجوم عن المهرجان ووصفها بالطبيعية، حيث يرى أن غياب معظم نجوم السينما التجارية عن مهرجان كالقومى للسينما أمر طبيعى لأنهم يشعرون بأنهم خارج المنافسة لذا أزمة غياب النجوم عن المهرجان لا يتحملها المهرجان أو النجوم بل أراه أمرا طبيعيا، وربما إذا ارتفعت القيمة التى تقدمها بعض الأفلام سيشعر النجوم بالحرص على الوجود والمنافسة. وفاز «رسائل البحر» أيضا بجائزة التمثيل دور أول رجال لآسر ياسين وجائزة أولى فى الإنتاج للشركة العربية وجائزة تمثيل دور ثان رجال، وذهبت لمحمد لطفى وجائزة التصوير، وذهبت لأحمد المرسى. أما جائزة الإخراج للعمل الأول فذهبت للمخرج «هادى الباجورى» عن فيلم «واحد صحيح»، وفاز بجائزة السيناريو «محمد أمين» عن فيلم «بنتين من مصر»، وفازت بجائزه التمثيل دور أول نساء الفنانة «زينة» عن فيلم «بنتين من مصر»، وفازت بجائزة التمثيل دور ثان نساء الفنانة «رانيا يوسف» عن فيلم «واحد صحيح»، وفاز بجائزة الديكور الفنان «صلاح مرعى» عن فيلم «زهايمر» وتسلمتها أرملته رحمة منتصر، وفاز بجائزة المونتاج الفنان «خالد مرعى» عن فيلم «عسل أسود»، وفاز بجائزة الموسيقى الفنان «محمد مدحت» عن فيلم «الوتر»، وفاز بجائزة الصور الفنان «علاء الكاشف» عن فيلم «بنتين من مصر». كما منحت اللجنة جائزة خاصة للفنان الكبير سعيد صالح عن دوره فى فيلم «زهايمر» والذى صنع حالة خاصة من البهجة فور الإعلان عن اسمه، أما جوائز الإنتاج ففاز بالجائزة الأولى فيلم «رسائل البحر»، من إنتاج الشركة العربية للإنتاج والتوزيع السينمائى، الجائزة الثانية فيلم «عسل أسود» إنتاج الأخوة المتحدين للسينما، والجائزة الثالثة فيلم «واحد صحيح» إنتاج أفلام كريم السبكى للإنتاج والتوزيع السينمائى وتسلمها هادى الباجورى.