قضت محكمة إسرائيلية، الخميس، بسجن ستة من عرب إسرائيل لمقتل مسلح يهودي على أيدي حشد بعد أن فتح وابلا من نيران مدفعه الرشاش على حافلة في بلدتهم. ولم يدن أي من الستة وهم من شفا عمرو في شمال إسرائيل بالتسبب مباشرة في مقتل عيدان نتان زاده (19 عامًا) الذي كان هاربًا من الجيش، ومستوطنًا يمينيًّا متطرفًا في الضفة الغربية. لكنهم أدينوا بتهم أقل بالإضافة إلى حكم بالسجن مع وقف التنفيذ على متهم سابع. ودفع محامي الدفاع سري خوري أثناء المحاكمة بأن هذا ظلم؛ لأن الرجال كانوا في حالة دفاع عن النفس. وقال خوري: إنه الدفاع سيطعن في الحكم. وأوضح "نرى أننا نتحدث عن عقوبة مبالغ فيها وخطيرة جدًّا. بموجب عريضة الاتهام نعتقد أن المحكمة العليا سوف تأخذ وقتها وتصدر عليهم حكمًا أكثر ملاءمة". ويشكل العرب وغالبيتهم مسلمون حوالي خمس مواطني الدولة اليهودية والعلاقات بين الأعراق متوترة منذ فترة طويلة بسبب صراع إسرائيل مع الفلسطينيين. وقضت المحكمة اللوائية في حيفا بمعاقبة ثلاثة من الرجال الستة بالسجن لمدة 24 شهرًا ومعاقبة الثلاثة الآخرين بالسجن لمدد تتراوح بين 11 شهرًا و20 شهرًا. وتجمع عشرات من سكان شفا عمرو أمام المحكمة، ورددوا هتافات تأييدًا للمتهمين السبعة. وقال العضو العربي في الكنيست جمال زحالقة: إن القرار رسالة خطيرة لعرب إسرائيل ورسالة تقول: إن العرب لا يمكنهم الدفاع عن أنفسهم، والدم العربي لا قيمة له. وكان نتان زاده يرتدي زيًّا عسكريًّا وقبعة يهودية وفتح النار على متن حافلة في شفا عمرو مما أدى إلى مقتل أربعة من العرب. وأصيب 22 شخصًا آخرين جميعهم عرب عدا سبعة. وقتل سكان من البلدة غاضبون نتان زاده في موقع الحادث وحاولت الشرطة أن تتدخل. وذكر مسؤولون أمنيون في وقت لاحق أن المسلح كان يسعى فيما يبدو إلى إشعال عنف طائفي في محاولة لعرقلة سحب المستوطنين والجنود من قطاع غزة في عام 2005 الذي تم بعد أسابيع من الحادث. وكانت المحكمة أدانت في 29 يوليو أربعة من الرجال بالقتل غير العمد واثنين منهم بالتسبب بإصابات خطيرة في حين وجهت للمتهم السابع تهمة الاعتداء على ضابط شرطة وتعطيله عن أداء عمله. ووجدت المحكمة أن الشرطة كانت سيطرت بالفعل على نتان زاده وأخذت سلاحه وقيدت يديه بعد إطلاقه وابل من النيران قبل أن ينقض عليه حشد ويدوسون عليه ويرجمونه حتى الموت.