وصل رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إلى سريلانكا، فجر الجمعة، للمشاركة في قمة للكومنولث يقاطعها العديد من نظرائه بسبب رفض كولومبو السماح بإجراء تحقيق دولي في جرائم حرب، قد تكون حصلت خلال سحق تمرد التاميل في 2009. وحطت طائرة كاميرون في كولومبو، بحسب ما أفاد مصور وكالة فرانس برس. وقمة الكومنولث التي تستمر ثلاثة أيام يقاطعها العديد من قادة الدول الأعضاء في هذه الرابطة مثل الهند وكندا وجزر موريشيوس، وذلك بسبب رفض السلطات السريلانكية السماح بإجراء تحقيق دولي في الاتهامات الموجهة إلى الجيش السريلانكي بارتكاب جرائم حرب خلال الهجوم الواسع النطاق الذي شنه في 2009، وسحق فيه حركة التمرد التي قادتها جبهة نمور تحرير ايلام تاميل على مدى قرابة 40 عامًا. واستمر النزاع في سريلانكا من 1972 الى مايو 2009، وأسفر بحسب تقديرات الأممالمتحدة عن نحو 100 ألف قتيل. ومن المقرر أن يتوجه كاميرون بعد ظهر الجمعة إلى منطقة جافنا في شمال البلاد، حيث دارت آخر رحى الحرب الأهلية. وسيكون كاميرون أول مسؤول أجنبي بهذا المستوى يزور هذه المنطقة، وقد سبق له أن تعهد للتاميل، في معرض تبريره دوافع قراره المشاركة في قمة الكومنولث هذه، الطلب من الحكومة السريلانكية التحقيق في الاتهامات الموجهة إلى قواتها بارتكاب جرائم حرب. وقال كاميرون، الأربعاء "وجودي في سريلانكا سيوفر لي الفرصة لتسليط الأضواء على بعض المشاكل الموجودة هناك، على بعض المسائل المتعلقة بحقوق الإنسان"، مؤكدًا أن "القيام بهذا الأمر مبرر وهذا ما سوف نفعله". وكان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة تبنى في مارس 2012 قرارًا مدعومًا من الولاياتالمتحدة يطلب من سريلانكا إجراء تحقيق جدي حول انتهاكات حقوق الإنسان في النزاع مع متمردي التاميل. ورفضت السلطات السريلانكية هذا القرار متذرعة بأنها بحاجة لوقت كي تتمكن من القيام بتحقيقها الخاص.