بدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، في تحقيق هدفه بتحويل روسيا إلى اكبر طريق للتجارة الدولية بين قارتي أوروبا وآسيا، عن طريق بناء خط سكك حديدية بين منطقة خاسان في جنوب شرق روسيا بميناء راجين بكوريا الشمالية، الأمر الذي يؤثر على حركة الملاحة في قناة السويس، بحسب ما أوردته وكالة بلومبرج الأمريكية. ويشير التقرير- الذي نشرته الوكالة المعنية بالأخبار الاقتصادية- إلى أن الخطر الجديد يبلغ طوله 54 كيلو مترا، وهو جزء من المشروع الذي اقترحه الرئيس الروسي عن طريق إعادة توحيد شبكة السكك الحديدية بين الكوريتين، وربطها بنظيرتها الروسية. وقالت الوكالة إن هذا المشروع قد يمنح بوتين سلطة في التحكم جزئيًا في شبكة القطارات الأوروبية التي يبلغ طولها ثمانية آلاف كيلو متر. وأشارت بلومبرج إلى أن هذا الطريق أسرع ثلاث مرات، من الملاحة عبر قناة السويس التي تستقبل 17 ألف سفينة سنويا، ما يمثل 8% من حركة الملاحة التجارية في العالم. ووفقاً لتصريحات المدير التنفيذي لخطوط الشكك الحديدية الروسية فلاديمير ياكونين، فإن عمليات الشحن من والى غرب أوروبا وراجين تستغرق 14 يوما فقط على عكس رحلات السفن التي تستغرق 45 يوما. ونقلت الوكالة عن مدير معهد هامبرج للاقتصادات الدولية توماس سترابوهار قوله إن "شركات الشحن تواجه ارتفاع في تكاليف تأمين شحناتهم". لكن الوكالة أشارت إلى أنه على الرغم من تأكيد روسيا أن خط السكة الحديد يعمل على توفير الوقت، وهو ما يعوض ارتفاع التكلفة مقارنة بقناة السويس، إلا أن خط السكة الحديد الذي يربط بين الصين وأوروبا لا يزال باهظ التكلفة، وفق الخبير الاقتصادي في المعهد الألماني لاقتصادات الشحن والإمدادات مايكل تاتسو، الذي يستبعد أن يحصل هذا المشروع على حصة كبيرة من سوق النقل العالمي. وأضافت بلومبرج، أن شبكة السكك الحديدية الروسية ونظيرتيها في الصينوألمانيا، توفر ربطًا مباشرًا بين هامبورج (ألمانيا) وزينجزو (شمال وسط الصين)، في 15 يومًا عبر كل من كازاخستان وروسيا وبيلاروسيا (روسيا البيضاء) وبولندا. ويقول ريدجر جروبي، مدير سكك حديدية ألمانيا "هدفنا توفير خدمة يومية"، مشيرًا إلى رحلة في الثاني من أغسطس الماضي نقلت 51 حاوية بضائع عبر القطار من الصين لهامبورج. ودشن الروس والألمان خدمة نقل لمسافة 11 ألف كيلو متر، من تشونجكينج جنوب غرب الصين وحتى مركز النقل الأماني في ديزبرج، في 2011، وهي رحلة تستغرق ما بين 16 وحتى 23 يومًا، وفقًا لما نقلته بلومبرج عن مدير الشحن في السكك الحديدية الألمانية دي بي شينكر. وأفاد بلومبرج أن أكبر عملاء هذا الخط الحديدي هم من صناع قطع غيار السيارات الغربيين الذين ينقلون بضائعهم إلى مصانع صينية، مقابل مستوردي أجهزة كومبيوتر يستوردون بضائعهم من الصين. وتقول سكك حديد روسيا، إنه بينما يغطي هذا الخط التجارة بين أوروبا والصين، فإن الخط الكوري يلبي احتياجات التبادل الأوروبي مع بقية دول الشرق الأقصى. وتشير بلومبرج إلى أن مجموع مساهمة كل من الصين وكوريا الجنوبية واليابان في الاقتصاد العالمي بلغت الربع.