سردت مجلة «فورين آفيرز» الأمريكية، جانبا من علاقة عبدالناصر مع الامريكيين، معتبرا أن «عبد الناصر كان بحاجة للدعم الأمريكى فى مواجهة أى تدخل بريطانى محتمل بعد ثورة 1952 لدعم حليفهم المنفى الملك فاروق، وكان يعلم جيدا أن الدعم الأمريكى سيكون لمصر دبلوماسيا وعسكريا، ورغم ذلك كان يعمل على ألا يكون دمية فى يد واشنطن». وأكد سبرينجبروج، الكاتب الأمريكي، أن «عبدالناصر حاول فى سنوات حكمه الأولى إظهار نفسه بأنه يستفيد من الأمريكيين بدون إعطاء مقابل، والمثال على ذلك الرشوة المالية التي رفض أن يتلقاها من الأمريكيين لضمان ولائه لهم، وبنى بتلك الأموال برج القاهرة الذى يضم محطة إرسال لمحطة صوت العرب». ويمضى الكاتب قائلا، إن «الهدف الرئيسى لواشنطن آنذاك هو البحث عن قائد قوى فى القاهرة يعمل معها، ورأت المخابرات الأمريكية أن عبدالناصر هو الأفضل، فألقت بثقلها خلفه منذ عام 1949 ودعمته خلال ثورة 1952، وعملت على تقويته أمام قوى المعارضة عام 1953، وساعدته فى أكتوبر 1954 على التخلص من أقوى معارضة له، وهى جماعة الإخوان المسلمين». ويضيف أنه «بعد السنوات الأولى لحكم عبدالناصر فضلت واشنطن دعم الإخوان، بدلا من المعارضة الليبرالية والعلمانية، التى تبدو دائما ضعيفة للحكم.. دعمت الإخوان بعد مقتل الآلاف منهم، واعتقالهم، ونفيهم». ويتابع أنه «فى نهاية حكم عبدالناصر فشلت العلاقة بين واشنطنوالقاهرة لعدة أسباب، بينها العدوان الثلاثى 1956 (لا وجود لها – "بينها ارتفاع التوتر بين مصر واسرائيل)، وطموح ناصر فى شبه الجزيرة العربية بعد انقلاب اليمن 1962، الذى كانت تدعمه واشنطن، ومن هنا بدأت اغراءات الدعم السوفييتى للقاهرة». ويرى سبرينجبروج أنه «من المحتمل أن يكون ناصر فى البداية نجح فى خداع الامريكيين بأنه رجلهم فى المنطقة الحامى لمصالحهم، لكنه استفاد منهم فى بداية حكمه، وتجاهلهم فى النهاية لكن من الواضح نيته المسبقة في إستغلالهم في بداية حكمه ثم تجاهل دعم الولاياتالمتحدة». ويضيف أن «المتابع للعلاقات الامريكية المصرية الآن يرى تشابها لما كانت عليه عام 1954، فواشنطن تدعم رجلا عسكريا قويا يحتاج إلى إثبات حسن نواياه للجيش أولا، ولمصر كلها ثانيا».