«محمد الديب ينتمي إلى تراب هذا الوطن.. لم يتبع يومًا أي تيار سياسي».. هكذا وصف أحمد الديب أخيه المخرج والمصور الصحفي محمد الديب الذي قتل في حادث سيارة ترحيلات أبو زعبل، أغسطس الماضي. يحتد صوته وتدمع عيناه، يضرب بقبضتيه بقوة على منصة مركز ابن خلدون التي يجلس عليها فيسقط الميكروفون على الأرض، يلمع التعاطف في عيون الجميع. يتابع أحمد: «محمد كان يحارب التعتيم الإعلامي لذا أطلقنا عليه شهيد الحقيقة.. أثبتوا فإن الحقيقة ستظهر يومًا ما». ويواصل حديثه: «محمد كان موجودًا في اعتصام أنصار الإخوان المسلمين برابعة العدوية لينقل وقائع الاعتصام وفي يوم فض الاعتصام تم القبض عليه في الساعة التاسعة صباحًا». وأضاف: «بعد فض الاعتصام كنت أبحث بين الجثث عن جثة أخي.. عرفت بعد ذلك أنهم احتجزوه في قسم مصر الجديدة ويوم 16 أغسطس الماضي سمعت عن حادثة سيارة ترحيلات أبو زعبل فتأثرت ولم أتخيل أبدًا أن أخي كان بين الضحايا». وشدد بالقول: «توجهت بعدها إلى قسم شرطة مصر الجديدة لأسأل إذا كان تم ترحيله وعرفت أنه كان من ضحايا الواقعة فذهبت إلى مشرحة زينهم وحاولوا إجباري على التوقيع بأنه مات اختناقًا قبل استلام الجثة فرفضت قبل رؤية أخي، وبعدما رأيت الجثة رأيت آثار تعذيب وحرق وعض على جسده وكتفه». ويتابع: «والدي ألقي القبض عليه في نفس اليوم بتهمة التحريض على العنف في رابعة وهو كان في البحيرة وقتها والانتماء إلى جماعة محظورة وهو أحد مؤسسي حزب مصر وكان ينوي النزول ضد الإخوان في الانتخابات البرلمانية»، مضيفًا أنه الآن محتجز في سجن الأبعادية بالبحيرة. ويطالب «الديب» بمحاكمة المتهمين في حادث أبو زعبل وتشديد العقوبة عليهم، معلقًا بالقول: «والدي حتى الآن في سجنه لم يعلم بوفاة ابنه».