التقى وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، بنظيره المصري في القاهرة، اليوم الأحد، وقال إن مصر شريك حيوي تلتزم واشنطن بالعمل معه. وأكد كيري، أكبر مسؤول أمريكي يزور مصر منذ عزل الرئيس محمد مرسي في يوليو، ضرورة إجراء محاكمات نزيهة وشفافة لكل المصريين. وجاءت زيارة كيري لمصر قبل يوم من محاكمة مرسي، و14 من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي لها بتهمة التحريض على العنف. وأعلن وزير الخارجية الأميركي، في مؤتمر صحفي مع نظيره المصري نبيل فهمي، أن الولاياتالمتحدة مصرة على "مواصلة العمل"، مع الحكومة المؤقتة في مصر، داعيا إلى انتخابات "حرة وعادلة تشمل الجميع". وأوضح "لا يخفى على أحد أن هذه أوقات صعبة وأن السنتين الماضيتين عاشت فيها مصر فترة صعبة، ولكن الشعب المصرى أثبت للعالم مدى قوته وأن لديه عزيمة قوية، وهو يعمل الآن على تحقيق النتائج المرجوة من المرحلة الانتقالية". وأضاف، "أننا نعلم تماما والرئيس أوباما أيضا أن الطريق إلى الأمام فى يد الشعب المصرى، حيث أكدنا أننا ملتزمون وسنستمر فى تعاملنا مع الحكومة المؤقتة، ولقد تحدثت مع الوزير وناقشنا هذه التحديات، حيث نتطلع لمواجهة هذه التحديات لتنفيذ خارطة الطريق والعمل إلى الأمام، وهناك مؤشرات على أن قادة الجيش المصري مستعدون لإرساء الديمقراطية بعد عزل الجيش محمد مرسي أول رئيس مصري منتخب في يوليو في أعقاب احتجاجات على حكمه. وأشار إلى أنه «هناك ما يدعو للاعتقاد بأن مصر تتحرك لتحقيق خارطة الطريق الديمقراطية ويجب أن يساعد الجميع على تحقيق ذلك». وأكد أن الولاياتالمتحدة صديق وشريك مهم لمصر، قائلا: «لقد جئت إلى مصر بالنيابة عن الرئيس الأمريكي باراك أوباما للحديث عن مستقبل الشرق الأوسط ومستقبل العلاقات (الأمريكية –المصرية)». وشدد على أن الولاياتالمتحدة تريد لمصر النجاح وتريد أيضا أن تساهم في هذا النجاح، مؤكدا أن نجاح مصر السياسي والاقتصادي من الأمور الهامة ليس فقط للمصريين بل أيضا للمنطقة والولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي. وتابع، «نحن نريد لمصر بتاريخها العريق والعظيم أن يستمر دورها القيادي في الشرق الأوسط، مصر تعد شريك حيوي لأمريكا في هذه المنطقة حيث تلعب دورا رئيسيا مهما كقائد ثقافي وسياسي واقتصادي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا»، مؤكدا استمرارهم في التعاون مع الحكومة المؤقتة المصرية. واستطرد، «نحن نتطلع للعمل سويا من أجل مواجهة هذه التحديات التي تقف أمامنا، وأنا أؤكد تقدم مصر في تحولها الديمقراطي ونجاحها الاقتصادي الكلي». واعتبر أن الحكومة المنتخبة هى السبيل الأمثل لاستقرار سياسى واقتصادى، مطالبا بمحاكمات عادلة وشفافة للمتهمين، ومنددا بأعمال العنف والإرهاب ضد الكنائس وقوات الأمن فى سيناء يجب أن تنتهى. وشدد على أن خارطة الطريق هى من ستوصل مصر إلى طريق الديمقراطية والاستقرار، مؤكدًا استمرار الولاياتالمتحدة فى دعم مصر لتأمين حدودها خاصة فى سيناء. وفي ما يتعلق بالتجميد الجزئي مؤخرا للمساعدة الأميركية ال1,5 مليار دولار، منها 1,3 مليار من المساعدات العسكرية، اعتبر "أن العلاقات الأميركية المصرية لا يمكن أن تختصر بالمساعدة". ولم يشر أي من المسؤولين إلى محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي التي تبدأ الاثنين والتي يواجه فيها، مع 14 شخصا آخرين، اتهامات بالتحريض على قتل ثمانية متظاهرين أمام قصر الرئاسة ديسمبر 2012. يذكر أن هذه أول زيارة إلى القاهرة للمسؤول الأميركي، منذ عزل الجيش المصري في الثالث من يوليو الرئيس الإسلامي محمد مرسي الذي يتعرض أنصاره لقمع عنيف، وقد وعد الجيش الذي أقام سلطات جديدة، بإجراء عملية انتقالية تنص على تنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية بحلول منتصف 2014.