•• تلك هى البداية.. تسريب، ثم شائعة، ثم تكبر الشائعة وتصبح تقريرا، ثم يكبر التقرير ويحتضنه الخبراء فى نقاش وجدل. ثم يكبر النقاش ويصبح قرارا وحقيقة.. القصة هى أن الاتحاد الأوروبى لكرة القدم يدرس إدخال منتخبات البرازيل والأرجنتين والمكسيك واليابان وربما بطل أفريقيا مستقبلا فى بطولة كأس الأمم الأوروبية. وهناك تفكير بأن يكون ذلك فى عام 2020.. ويقول أحد المقربين من ميشيل بلاتينى رئيس الاتحاد أن بطولة كوبا أمريكا شهدت من قبل مشاركة منتخبات من خارج القارة بدءا من عام 1993 وهى الولاياتالمتحدة والمكسيك وكوستاريكا. •• الفكرة تبدو فصلا من فصول كتاب الصراع بين بلاتر وبلاتينى. الحليفان السابقان.. فالاتحاد الأوروبى يرى أنه القوة الأولى فى عالم كرة القدم، وبدءا من بطولة الأمم عام 2016 سيشارك 24 فريقا. أى أقل بثمانى فرق من المونديال.. وهى ستنافس أهم وأكبر بطولات الفيفا. فى المقابل يرد سكان قصر زيوريخ بدراسة تقليل عدد المنتخبات الأوروبية فى المونديال، وهى الآن 13 منتخبا، بحجة إتاحة الفرصة للقارات الأخرى.. فيما يرى أعضاء فى الاتحاد الأوروبى أن كأس الأمم أقوى من كأس العالم. وتستحق أن تجنى ماديا وأدبيا ثمار تلك القوة.. وهو ما يحققه التوسع فى عدد المشاركين وفى تنوعهم. •• هذه الحرب الدائرة الآن بين بلاتر وبلاتينى تتعلق بمقعد الرئيس فى عام 2015.. حيث تجرى انتخابات الفيفا بعد انتهاء كأس العالم. وكان بلاتر أعلن عام 2011 أنها فترة الرئاسة الأخيرة له. لكنه يرى أن مقعد الرئيس من حقه مادام قلبه ينبض. إلا أن بلاتينى يراه مثل لويس الخامس عشر، الذى تمتع بسمعة طيبة فى بداية حكمه ثم خسر شعبيته بسبب سياسته الخارجية فى أوروبا مما جعله من أسوأ ملوك فرنسا. •• من أسباب استعار الصراع بين الغريمين بلاتر وبلاتينى بطولة كاس العالم التى تستضيفها قطر عام 2022. (يذكر أن بلاتينى منح صوته للملف القطرى).. وكانت البداية حين طالب بلاتينى بإقامة المونديال فى فصل الشتاء بناء على ضغط من الأندية الأوروبية. ووقتها أعلن بلاتر أن المونديال فى موعده وفى وقته وفى قطر.. ثم بعد شهرين غير بلاتر كلامه، وأعلن أن المونديال قد يقام فى الشتاء، وأنه ليس فى موعده، ولن ينقل من قطر. •• الخلاصة: هذا ليس خبرا، ولكنه فكرة، تم تسريبها إلى صحيفة الإندبندنت البريطانية عبر أحد مستشارى بلاتينى. والفكرة شأن العديد من الأفكار. قد تكبر، وتناقش، وتصبح اقتراحا ثم واقعا ثم حقيقة.. لكن فى جميع الأحوال مشاركة البرازيل والأرجنتين والمكسيك فى كأس الأمم الأوروبية اقتراح من الصعب أن يرى النور، وهو أقرب للتهريج. والحرب بين بلاتر وبين بلاتينى شأن كل حرب. فلا توجد حرب جيد