رغم أن النصر المصرى فى حرب السادس من أكتوبر على إسرائيل حقيقة لا تقبل الشك، إلا أن إسرائيل ودعايتها الصهيونية فى الغرب تحاول الترويج من وقت لآخر بأنها «المنتصر فى الحرب»، أو على الأقل لم تنهزم، وتستند فى ذلك إلى نجاح قواتها فى اختراق خطوطنا عند منطقة الدفرسوار اعتبارا من ليلة 15/16 أكتوبر 1973، بعد اكتشافها «المفصل» بين الجيشين الثانى والثالث، وعبور قناة السويس فى الاتجاه الغربى، فى العملية المعروفة إسرائيليا باسم «القلب الشجاع» أو «الغزالة»، بغرض تطويق الجيشين الثانى والثالث، ومن ثم إجبار قواتنا التى نجحت فى العبور شرق القناة وصد الهجوم المضاد الإسرائيلى فى 7 و8 أكتوبر بنجاح ساحق على الانسحاب إلى الغرب، وهو ما فشلت فشلا ذريعا فى تحقيقه. ودون الدخول فى تفاصيل عبور الإسرائيليين لغرب القناة، والجدل الذى دار بين الفريق سعد الشاذلى، رئيس الأركان من جهة والرئيس الراحل أنور السادات والمشير أحمد إسماعيل، القائد العام من جهة أخرى على اجراءات تصفية هذه الثغرة، اعتبارا من يوم 17 أكتوبر، بدءا من معركة اللواء 25 المدرع صباح هذا اليوم، وصولا إلى مطالبة الشاذلى بسحب 4 ألوية مدرعة من الشرق إعمالا بمبدأ المناورة بالقوات، وهو من مبادئ الحرب الحديثة، ورفض السادات لذلك، يمكننا القول إن القوات الإسرائيلية أصبحت فى مصيدة حقيقية غرب القناة بعد أن نجحت قواتنا المسلحة فى استعواض خسائرها من الدبابات والرجال، وبعد أن أعادت التوازن فى أوضاع القوات بين الشرق والغرب، ولم ينقذ العدو من هذه المصيدة إلا توقيع فض الاشتباك فى 17 يناير 1974. تفاصيل الخطة «شامل» لتدمير الجيش الإسرائيلى فى الدفرسوار