جلست زوجته ووالدته المسنة بجوار أطفاله الخمسة الصغار الذين لم يتعد أكبرهم أحد عشر عامًا، الجميع يحملون لافتات تحمل صورته بذقنه الحليق ونظارته الطبية فوق عينيه، يطالبون جميعًا بالإفراج عنه. إبراهيم الدراوي، رئيس المركز الفلسطيني للدراسات السياسية والاستراتيجية، اعتصمت أسرته في بهو نقابة الصحفيين المصريين بوسط البلد؛ احتجاجًا على اعتقاله، أغسطس الماضي، وطالبوا بإسقاط كل التهم «الملفقة» إليه. المعتصم بالله، الطفل الذي لم يتعد الأربع سنوات، حمل لافتة مكتوب عليها «لماذا سجنتم أبي»، و«أين الحرية»!، في الوقت الذي تجلس فيه والدة إبراهيم الدراوي، حزينة شاردة العينين وتردد «الحمد لله» ولا تستطيع أن تضيف أي كلمات بعدها. تحكي رضا جمال، حكاية زوجها المعتقل ل«الشروق» عن قصة اعتقاله، فتقول، إنه عاد من بيروت في 16 أغسطس الماضي، وعند نزوله إلى مطار القاهرة، طلب منه أمن المطار الحضور إليه لدقائق فاستأذن في إحضار محامٍ واستدعاء نقيب الصحفيين، وبالفعل لم يجتجزوه يومها وتركوه حتى يعود بنفسه. وقالت جمال إن زوجها ذهب في نفس اليوم إلى مدينة الإنتاج الإعلامي، حيث كان ضيفًا على أحد البرامج في قناة «روتانا مصرية»، وهاجم يومها الانقلاب العسكري وفض اعتصام رابعة العدوية، وأكد على أن محمد مرسي هو الرئيس الشرعي للبلاد، وعند خروجه من المدينة أوقفه الأمن". وعلقت رضا بذهول «الغريب أن عربية روتانا مصرية اللي مفروض توصله لبيته هي نفسها اللي وصلته للقسم». وأضافت "تطور الأمر بعد ترحيله إلى قسم مصر الجديدة الذي نفى أن تكون هناك أي اتهامات مسجلة عنده باسم إبراهيم، ومن ثم تم ترحيله بعدها إلى «طرة أ» بعد تلفيق عدة قضايا إليه وهي التخابر مع حماس، والانتماء إلى جماعة محظورة، ومقابلة أشخاص ممنوعين من دخول مصر مثل خالد مشعل". وعن موقف المؤسسة الصحفية التي يعمل بها زوجها، قالت رضا إنها سمعت أنه تم فصله من المؤسسة القومية للتوزيع، ولكنهم حصلوا الشهر الماضي على نصف راتبه فقط. واستطردت بحزن «إبراهيم مضرب عن الطعام من يوم السبت الماضي .. أفرجوا عنه».