قدم برنامج المسابقات «أراب جوت تالنت» الذى يذاع على قناة mbc مصر فى الحلقة الأخيرة موهبتين لفتا أنظار المشاهدين اليهما، ليس بسبب موهبتهما الكبيرة فحسب أو حضورهما الطاغى، لكن لصغر سنهما الذى لم يمثل أى عائق فى إبهار الجميع. نور عثمان طفلة مصرية تبلغ من العمر 6 أعوام ونصف العام، وقفت بثبات كمطربة محترفة على المسرح أمام لجنة تحكيم تضم نجوما مثل الفنان المصرى أحمد حلمى والمطربة اللبنانية نجوى كرم والفنان السعودى ناصر القصبى والإعلامى اللبنانى على جابر. وبصحبة الفرقة الموسيقية التى يقودها والدها قدمت أغنية بعنوان «أبوزعيزع»، وهى من الأغانى القديمة النادرة تلحين الراحل سيد مكاوى وغناء الفنانة إسعاد يونس. وفجأة انطلقت نور بخفة ظل وأداء رائع على مستوى الغناء والحركة والتمثيل بالوجه، وهى تعبر عن كلمات الأغنية وتتحدى الجميع بنظرات عينيها ومع كل حركة كان المخرج ينتقل سريعا ليرصد ردود أفعال أعضاء لجنة التحكيم، وهم يتراقصون مع نور ويضحكون حينما تضحك ويتمايلون حينما تتمايل، ولم يكن غريبا أن تحقق هذه الطفلة 4 «نعم» أى موافقة بالإجماع على استمرارها فى المسابقة، وهى التى أعادت إلى الأذهان فيروز الطفلة المعجزة، التى اكتشفها الراحل أنور وجدى، وجعلها أصغر نجمة سينمائية فى تاريخ الفن السابع فى مصر، وتوقع لها الجميع أن تكون نجمة الفوازير والاستعراضات فى المستقبل وجميعهم أشادوا بروحها الجميلة وطاقتها الإيجابية التى ملئت المسرح. وبعد نور يصعد الطفل السورى نائل طرابلسى إلى خشبة المسرح بملامحه الجامدة التى تعبر عن ثقة كبيرة فى نفسه، ويقف متحديا كل أعضاء اللجنة، وهم مذهولون من هذه الثقة، التى لا تتناسب مع عمره، وهو يطلب من اللجنة قبول تحدٍ صغير معه إذا سمح الوقت بعد العزف، وشخصيته القوية التى فرضها على الجميع حتى، وهو يحكى كيف تعرض بيته فى سوريا للتدمير بسبب ما تعانيه بلده من حرب أهلية، وهو حزين على تدمير البيانو الخاص به، وهو ما اضطره إلى استعراض موهبته عبر آلة الأورج، الذى يراه أقل من طموحاته فى العزف. وبدأ نائل العزف ليس بأصابعه فحسب وربما بروحه كما وصفه الفنان احمد حلمى فكان يتمايل على الآلة ويحرك رأسه مع كل نغمة مثله مثل أى موسيقى عالمى محترف، وحينما توقفت أصابعه عن العزف هب المسرح كله واقفا ليصفق تحية له. ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل أصرت عضو لجنة التحكيم نجوى كرم أن تعرف ما التحدى الذى أعلن عنه قبل تقديمه لموهبته، فإذ به يطلب منها أن تعزف نغمة على الأورج، بينما يوجه لها ظهره ليخبرها باسم النغمة على السلم الموسيقى، ووافقت نجوى ونزلت من منصة التحكيم وإذا به ينجح فى الاختبار. وهنا تؤكد نجوى كرم بخبرتها الموسيقية أن كثيرا من العازفين المحترفين لا يستطيعون التعرف على النغمات عن طريق السمع، وعندما سألت نائل لو أنها أحدثت نغمة بصوتها هل يمكنه تميزها؟ فأجاب نائل بكل ثقة هذا هو التحدى الخاص بالمرحلة المقبلة.