تجددت الاشتباكات بين المتمردين المسلحين والقوات الحكومية جنوبي الفلبين، بحسب افادات رسمية. وتأتي المواجهات التي اندلعت وسط جزيرة مينداناو في الوقت الذي دخلت الاشتباكات مع جماعة متمردة اخرى اسبوعها الثالث في منطقة أخرى من الجزيرة. وقال المتحدث الأقليمي باسم الجيش ديكسون هيرموسو إن عناصر في مجموعة "مقاتلي بانجسامورو المسلمين من أجل الحرية" (بيف) هاجموا متطوعين مواليين للحكومة في مدينة ميدسياب قبل فجر الاثنين لكنهم انسحبوا عندما بدأت التعزيزات العسكرية في دخول المدينة. وأضاف أن جنديا لقي مصرعه في الاشتباكات بينما أفاد شهود عيان من سكان المدينة بأن عناصر من المجموعة المتمردة شوهدوا وهم يحملون نحو 4 جثامين خارج موقع الاشتباكات. واشار هيرموسو أن المسلحين احتجزوا نحو 16 من المدنيين أغلبهم من المعلمين ليتخذونهم دروعا بشرية للخروج من المدينة لكنهم اطلقوا سراح معظمهم فيما بعد. وذكر أن رجل دين اسلامي تدخل للتوسط لدى عناصر الجماعة المتمردة للافراج عن ثلاثة من الرهائن الذين مازالوا محتجزين. لكن عدة مصادر اكدت ان الاشتباكات الاخيرة ليس لها صلة بمواجهات اخرى بين مجموعة متمردة مختلفة في مدينة زامبونغا، التي تبعد نحو 273 كم من المدينة التي وقعت فيها الاشتباكات. وقال ابومصري ماما المتحدث باسم "مقاتلي بانجسامورو" "ما حدث اخيرا ليس له اي علاقة بما يحدث في مدينة زامبونغا، عدونا الرئيس هو الجيش ونحن نريد اخراجه من مدينتنا". كانت حركة التمرد الرئيسية "جبهة تحرير مورو الإسلامية" في البلاد التي تقاتل الحكومة الفلبينية في مدينة زامبوانغا، وافقت على إجراء محادثات مع السلطات لوقف إطلاق النار. وتهدف محادث السلام إلى إقامة منطقة حكم ذاتي للأقلية المسلمة في مينداناو، الثلث الجنوبي للدولة البالغ عدد سكانها 100 مليون غالبيتهم من المسيحيين الكاثوليك. ووقع الطرفان اتفاقية أولية في أكتوبر/تشرين الاول الماضي حددت الخطوط العريضة لاتفاق سلام يتم توقيعه بحلول 2016. وبدأت الأزمة عندما منعت القوات الحكومية أنصار مؤسس "جبهة تحرير مورو الوطنية" نور ميسواري من الزحف على دار البلدية في زامبوانغا قبيل فجر الإثنين لرفع علم "الاستقلال". ويتهم ميسواري الحكومة بانتهاك بنود اتفاقية السلام الموقعة بين الجانبين عام 1996 باجرائها مفاوضات منفصلة مع فصيل منشق عن جبهته وهو "جبهة تحرير مورو الإسلامية". ودخلت "جبهة تحرير مورو الإسلامية" المراحل النهائية من محادثات السلام مع مانيلا ومن المتوقع أن تتولى الحكم الذاتي الإسلامي الموسع في المنطقة بحلول 2016. وتهدف الاتفاقية إلى إنهاء كفاح مسلح لأبناء الإقليم المسلمين أوقع نحو 150 ألف قتيل في جنوب الفلبين منذ سبيعنيات القرن الماضي. ولا يشارك ميسواري في تلك المفاوضات لكنه منفتح على الفكرة حسب ما أكده المتحدث باسمه أبسالوم سيرفيزا. وكان ميسواري قد أسس "جبهة تحرير مورو الوطنية" عام 1971 وهي فيلق مسلح يقاتل السلطات المركزية في الفلبين لإعلان استقلال إقليم مورو وتأسيس دولة مستقلة في الجنوب. وإثر خلافات داخل الجبهة انشق فصيل كبير عن الجبهة الأم وكونوا "جبهة تحرير مورو الإسلامية" التي تسعى لتأسيس دولة إسلامية في الإقليم.