توجه الرئيس الفيليبيني بنينيو اكينو الجمعة الى مدينة في جنوب البلاد تسلل اليها متمردون مسلمون وتعهد بانهاء الازمة في هذه المنطقة محذرا المسلحين من مغبة ايذاء رهائن مدنيين. وحث اكينو سكان مدينة زامبوانغا الساحلية على الصمود فيما يشتبك مقاتلو الجبهة الوطنية لتحرير مورو مع القوات الحكومية ويحرقون منازل لليوم الخامس على التوالي في محاولة لعرقلة جهود انهاء التمرد المسلم. وقال اكينو في مؤتمر صحافي "ان قواتنا ومعداتنا على الارض ساحقة" مشددا على عدم وجود طريق مختصر لحل الازمة دون المخاطرة بوقوع خسائر جسيمة. وقال مسؤولون ان نحو 200 من اهالي زامبونغا محتجزون رهائن لدى مسلحين يستخدمونهم دروعا بشرية في اماكن في ست مناطق سياحية في المدينة. وقال اكينو "لا يمكننا التسرع. علينا ان نتأنى لضمان عدم ازهاق الارواح". وقال "لسنا بصدد وضع مهلة نهائية لكنهم في حال تعرضوا للرهائن او قاموا باعمال حرق وتخطوا حدودا اخرى لا ينبغي تخطيها، فان قواتنا الامنية لديها تعليمات حول كيفية التصرف". وقال المتحدث العسكري اللفتنانت-كولونيل رامون زغالا لوكالة فرانس برس ان 22 شخصا على الاقل قتلوا و52 آخرين جرحوا في زامبوانغا وان 19 من المسلحين استسلموا او قبض عليهم. وهاجمت مجموعات تضم 100 مسلح على الاقل من المتمردين المسلمين جزيرة باسيلان القريبة الخميس والجمعة وقتلوا شخصا وجرحوا 11 آخرين. وسمع دوي ثلاثة انفجارات متتالية ناجمة عن قذائف هاون او قنابل سقطت قرب وحدة عسكرية تقاتل المتمردين في منطقة سانتا كاتالينا في زامبوانغا بعد ظهر الجمعة مما ادى الى اصابة خمسة من موظفي الصليب الاحمر وجنديين، بحسب مراسل فرانس برس. وفيما كان احد الرهائن يحاول الهرب باتجاه خطوط الجيش اطلق المسلحون النار عليه في ظهره، بحسب مراسل فرانس برس الذي شاهد الحادثة. وقالت وزيرة الشؤون الاجتماعية كورازون سليمان ان 24 الف شخص على الاقل فروا من القتال وطلبت السلطات من عدد اكبر من المواطنين مغادرة احيائهم حيث يختبئ نحو 180 مسلحا منذ الاثنين الماضي. وقالت الوزيرة لقناة ايه.بي.سي-سي.بي.ان التلفزيونية "العديد من المنازل تحترق. ريما يلجأون لمثل هذه الاعمال لحرف الانظار باعتقادي ليتمكنوا من الهرب". واضافت "ربما بدأ الطعام ينفد لديهم". وقالت سليمان ان السلطات تخشى من امكانية استخدام المتمردين للمدنيين المتبقين في مناطق الصراع، دروعا بشرية للهرب. وشوهدت قوافل كبيرة من الاليات تغادر مناطق الاشتباكات الجمعة وعلى متنها مئات المدنيين بعد ان اصدرت حكومة زامبوانغا اوامر لجميع السكان البالغ عددهم 160 الفا بمغادرة تلك المنطقة. وكانت الشرطة تتحقق من هوياتهم للتاكد من عدم مغادرة اي من المتمردين. وقال المتحدث باسم الشرطة المفتش ارييل هويسكا لوكالة فرانس برس ان المناطق التي يسيطر عليها المسلحون "تتضاءل". وقال متحدث آخر هو البريغادير جنرال دومينغو توتان لوكالة فرانس برس "بتصورنا سيكون لهذا الامر نتيجة ... سيلقي المسلحون سلاحهم ويفرجوا عن المدنيين". وحذر اكينو من ان مجموعات اخرى قد تنتهز الفرصة لشن هجمات ايضا، الا انه اضاف "اذا حاولوا ذلك في امكنة اخرى، انا على ثقة بان قواتنا ستكون لهم بالمرصاد وستمنع المزيد من الاعمال الوحشية". وبدأت الازمة عندما منعت القوات الحكومية انصار مؤسس جبهة تحرير مورو الوطنية نور ميسواري من الزحف على دار البلدية في زامبوانغا قبيل فجر الاثنين. ويتهم ميسواري الحكومة بانتهاك بنود اتفاقية سلام في 1996 باجرائها مفاوضات منفصلة مع فصيل مناوئ هو جبهة تحرير مورو الاسلامية. وجبهة تحرير مورو الاسلامية دخلت المراحل النهائية من محادثات السلام مع مانيلا ومن المتوقع ان تتولى الحكم الذاتي الاسلامي الموسع في المنطقة بحلول 2016. وتهدف الاتفاقية الى انهاء تمرد مسلم اوقع نحو 150 الف قتيل في الجنوب منذ سبيعنيات القرن الماضي. ولا يشارك ميسواري في تلك المفاوضات لكنه منفتح على الفكرة، بحسب ما اكده المتحدث باسمه ابسالوم سيرفيزا لتلفزيون ايه.بي.اس-سي.بي.ان.