على الرغم من تأكيد وزيرة الصحة، مها الرباط، ومسئولو الوزارة، بشكل متكرر أنه لا نقص فى الأدوية، فإن أزمة نقص الأدوية تصاعدت خلال الأيام الماضية، حسبما أكد نقيب الصيادلة، محمد عبدالجواد، قائلا إن الأزمة حقيقية وليست مفتعلة، وأن عدد الأصناف التى اختفت من السوق تتراوح ما بين 600 إلى 800 صنف، وهو ما أكده أعضاء النقابة وأصحاب الصيدليات، ولم ينكره مسئولو شركات قطاع الأعمال. «الشروق» التقت بعض الصيادلة الذين أكدوا صحة ما أعلنته نقابتهم، وأن أكثر من 100 نوع من الدواء اختفت تماما من السوق على أقل تقدير، ومنها مجموعة الملينات وأقراص منع الحمل وفواتح الشهية والأنسولين، وملين سنالكس ومينالكس، وأقراص سيليست لمنع الحمل، كما اختفت بعض الفيتامينات مثل حقن بيوفيت B12، وفيدروب، وفيتامين د، بالإضافة إلى اختفاء ألبان الأطفال أيضا. وتعجب د. محمد نبيل مدير إحدى الصيدليات، من إصرار وزارة الصحة على أن الأدوية التى اختفت من السوق لها بدائل، مضيفا: «البدائل التى يتحدث عنها المسئولون ثمنها يرتفع كثيرا عن سعر الدواء الأصلى، وليست فى متناول المريض». وحذر د.حسن سعيد، مدير إحدى الصيدليات، من اختفاء بعض الأدوية المهمة مثل حقن ثيوبنتال التى تستخدم فى تخدير المريض قبل البدء فى العمليات الجراحية، وأيفدرين التى يطلق عليها الأطباء حقنة الحياة، وتعطى للمريض عند توقف عضلة القلب أثناء إجراء العمليات الجراحية، واتهم الشركات المصرية المسئولة عن إنتاج هذه الأدوية بأنها تبيع هذه الأدوية، التى لا يوجد لها بدائل، للسوق السوداء، وتبيعها هذه الأسواق بأسعار تصل إلى ستة أضعاف سعرها الأصلى. من جانبها، أنكرت مصادر مسئولة داخل شركات قطاع الأعمال التابعة للشركة القابضة للأدوية، افتعال أزمة النواقص، وألمحت إلى أن الشركات تلجأ أحيانا إلى بيع منتجاتها للسوق السوداء بأسعار عالية، وتقع زيادة الأسعار على عاتق المواطن وحده؛ لأن وزارة الصحة ترفض تحريك أسعار الأدوية بالزيادة بما يمكن من استمرار الشركات فى الإنتاج. وأرجعت المصادر، التى فضلت عدم ذكر أسمائها، سبب اختفاء بعضها إلى نقص المادة الفعالة المستخدمة فى إنتاج الدواء، نظرا لارتفاع سعر الدولار، وعدم توافره لاستيراد هذه المواد وحظر التجوال الذى يتسبب فى مشكلات النقل. كذلك العلاقات المصرية الخارجية غير المستقرة فى الفترة الحالية، وقالت: «مديونيات وزارة الصحة للشركات بعشرات الملايين، لعدم سدادها قيمة النسبة التى تباع لها من الأدوية».