أمريكا «حطانا فى دماغها» وتتعامل مع مصر بسياسة «اضرب ولاقى» لا يمكن التعامل مع جماعة شعارها «طظ فى مصر».. و«الإخوان» اختارت المواجهة مع الدولة الشاطر اعترف بأخطائهم فى الحكم وعدم كفاءة قنديل.. وقال لى أن 30 يونيو «يوم وهيعدى» الإخوان كانوا فى ملكوت آخر قبل 30 يونيو .. ولن يشكلوا أغلبية برلمانية أو يصلوا إلى الرئاسة لسنوات الإسلام السياسى تلقى ضربة على المستوى الإقليمى والدولى لن ينجو منها قبل عقود «النور» أكثر مرونة من الإخوان.. والمادة 219 ليست قضية خاسرة ويمكن التفاهم حولها ضربة سوريا كانت سترتد على مصر لو استمرت سياسة النظام السابق أمام «الإنقاذ» تحديات خارطة الطريق والانتقال لحكم مدنى ومواجهة الإرهاب لجنة الخمسين ستصيغ الدستور فى الموعد المحدد برغم السهام المصوبة لها أكد عمرو موسى، المرشح الرئاسى السابق القيادى بجبهة الإنقاذ، أن الشعب المصرى يريد الآن رئيسا للجمهورية يتصف بالحسم والبتر، مشيرا إلى أن هذه الصفات تنطبق على الشخصيات العسكرية، وأن الفريق أول عبدالفتاح السيسى، هو الآن، أكثر الناس شعبية فى مصر، وفى حال ترشحه للرئاسة سيفوز باكتساح وبنسبة تزيد على 75%، وربط موسى هذا المزاج العام للمصريين باستمرار حالة الإرهاب وظهور الخلايا النائمة، أما إذا تغيرت الأمور فإن اختيار رئيس مدنى سيكون مهما. وأضاف موسى- قبل ساعات من فوزه برئاسة لجنة الخمسين لكتابة الدستور- أن جماعة الإخوان المسلمين كانت فى «ملكوت آخر» قبل 30 يونيو ولم تستشعر الخطر الذى تواجهه، وبسبب أخطائها تراجعت شعبيتها وشعبية تيار الإسلام السياسى الذى أكد أنه تلقى ضربة على المستوى الإقليمى والدولى، واصفا إياها بأنها طعنة ليست مميتة لكنها مؤثرة ولن ينجو منها أو يستعيد قوته قبل عقود. وإلى نص الحوار: • أولًا نود أن نعرف ملاحظاتكم على لجنة الخمسين؟ مهمة اللجنة هى كتابة الدستور، أو صياغته سواء بتعديل المواد القائمة، أو إعادة صياغتها كلية مع الرجوع لدساتير سابقة، ومراجع دستورية وقانونية متاحة، وفى النهاية تقدم للحكومة والشعب دستورا جديدا، مواده رصينة ذات صياغة منضبطة تغطى كافة مجالات الحياة، شريطة أن يكون قد صدر بالتوافق بين أعضاء لجنة الدستور ويتجه نحو الحصول على توافق شعبى. • ما تعقيبك على انتقاد التيار الدينى لتشكيل اللجنة؟ لقد كان التيار الدينى غالبا على لجنة المائة السابقة والتى كنت أحد أعضائها وتوجهها فى وضع الدستور أتى بصياغات أدت إلى خلافات ضخمة إزاء التوجهات وضوابط الحياة، وهو ما أدى لانسحابنا وخروج الدستور على ما هو عليه، واليوم أمامنا الدستور السابق والإعلان الدستورى الصادر فى شهر نوفمبر الماضى، مع وجود ممثلين للتيار الإسلامى، حزب النور مثالا، مما يتيح المجال لنقاش أرجو أن نصل منه إلى توافق وطنى على مختلف الصياغة. • هل تثق فى إمكانية أن تحقق اللجنة نجاحا ملموسا؟ سنحاول بالطبع، ومن الضرورى أن يأتى الدستور عاكسا للمزاج المصرى العام الآن، ونتفهم أننا نعيش نحن فى القرن الحادى والعشرين، مع احترام الذات الشامل لمصر، ونص ورح الممادة الثانية، لابد أن يتماشى الدستور مع هويتنا وثقافتنا، وسوف أعمل على ألا يحيل الدستور أمورا للقانون فى كل نص، فلابد من وضع قواعد دستورية آمرة، بالإضافة إلى المبادئ الأساسية. • هل ستترشح لرئاسة لجنة الخمسين؟ تحدثت مع كثيرين من المواطنين وتحدثت مع أعضاء باللجنة كثيرين، وقررت الترشح بناء على هذا التأييد، فهى مهمة محددة مهمة وطنية، لاسيما وإنى على علم بكل التطورات بالجمعية التأسيسية السابقة، وشاهد على سوء إدارتها وسنجرى انتخابا أو توافقا. • إذن حدث توافق؟ أعتقد ان الجهود تسير نحو التوافق. • وماذا عن المادة الثانية الخاصة بالشريعة الاسلامية والمادة 219 المتعلقة بها؟ المادة الثانية عليها إجماع وليس مجرد توافق فى الرأى، وسبق أن تحدثنا عن المادة 219 فى الجمعية السابقة، فهى لم تكن محل إجماع آنذاك، وهناك أفكار تتعلق بتطويرها، وبموضعها، ومدى ارتباطها بالمادة الثانية، هى ليست قضية خسارة لأحد ومكسب لآخر، ويمكن الوصول لمناقشة موضوعية لصياغتها. • كيف يمكن التعامل مع حزب النور والذى يصر بشدة على نص المادتين؟ من حقه أن يتم الاستماع إليه، فقادة حزب النور لديهم وجهات نظر سياسية تستوجب أن تستمع إليها وتناقشها، لذا أرحب بوجود حزب النور، وفى رأيى كان يجب أن يوجد أكثر من حزب إسلامى فى اللجنة، ولكن فهمنا أن بعضهما اعتذر. • هل كان أداء النور مفاجئا لك؟ بالنسبة لى لم يكن مفاجئا، ولكنه ربما كان مفاجأة حسنة لكثيرين، فالنور سياسيا أكثر مرونة من الإخوان المسلمين. • وما هى تعديلات جبهة الإنقاذ؟ الجبهة قدمت تعديلاتها للجنة العشرة، من خلال خطاب أرسلته شخصيا إلى مقررها،، وقد صاغتها لجنة من داخل الجبهة من بين أعضائها الأستاذة منى ذو الفقار، والدكتور جابر نصار، وتم الاستجابة إليها بنسبة لا بأس بها، وقد تأسست التعديلات على النصوص التى سبق تقديمها إلى الجمعية التأسيسية، السابقة من جانب المعارضة المدنية الوطنية، بعد تطوير صياغاتها طبعا. • ما هو مصير جبهة الإنقاذ بعد الانتهاء من الدستور؟ يجب التمسك باستمرارها وبوجودها، فلا يزال لديها الكثير من التحديات والمتمثلة فى متابعة تنفيذ خارطة الطريق ودعم الانتقال لحكم مدنى، والانتهاء من الفترة الانتقالية، وإجراء الانتخابات البرلمانية، بالإضافة لمواجهة الإرهاب، خاصة فى سيناء وقناة السويس، وأنا هنا أتحدث كمصرى، وأرفض المساس بالملاحة بقناة السويس أو بسيناء. وجميعنا لدينا روح واحدة لاستمرار الجبهة. • وماذا عن دور البرادعى فى الجبهة؟ دكتور البرادعى جمد عضويته فى حزب الدستور، عندما كان نائبا لرئيس الجمهورية، إلا إن الدستور كحزب لايزال عضوا مؤسسا فى الجبهة، وتمثيل البرادعى بالجبهة أمر يتعلق بترتيبات واختيارات الحزب. • هل قيادات الجبهة تتواصل معه؟ لا أظن، فمعلوماتى أن الجبهة لا تقم بذلك، إلا إن الحزب لا شك على صلة به. • هل فكرت أن تكون وسيطا مع الإخوان؟ جبهة الإنقاذ كانت معارضة وليست وسيطا، إلا إننا عملنا مع وسطاء كثر وكانت لنا اقترحات جماعية وفردية، طيلة 6 أشهر، قبل 30 يونيو، حتى نتجنب انهيار الدولة المصرية، وكان آخر هذه الأدوار، لقائى بخيرت الشاطر، وهو لقاء مهم، يؤكده أن قيادات الغرب سعت للقائه فى الآونة الأخيرة، وقد طالبنا بحكومة ائتلافية غير حزبية، حكومة كفاءات، واقترحت شخصيا على الرئيس المعزول محمد مرسى أن يرأس الحكومة، لكنهم كانوا خائفين دائما ويرون المعارضة شيطانا يتربص بوجودهم، والحقيقة إنهم هم الذين كانوا يتربصون بالدولة، ومن هنا جاء الخلاف المذرى معهم. • وماذا دار خلال جلستك مع الشاطر؟ اتفق معى على أنهم أخطأوا فى طريقة الحكم، وأن أداء الحكومة كان غير كفء، وقال لى إنه لم يلتق بهشام قنديل، أبدا، ولا يعرفه، وبالتالى لم يتدخل فى الحكم، ومن جانبى كنت أرى الحكم فاشلا، وليس مجرد الوقوع فى أخطاء، وإن الأمر يتطلب تصحيحا لأدوات الحكم ولاسيما سياساته. أما محورنا الثانى خلال اللقاء فقد كان حول 30 يونيو، وأكدت للشاطر أنه سيكون يوما معبرا عن الغضب الشعبى، ولكن انطباعى من حديثه إنه كان يعتقد أنه سيكون يوما عاديا وسيمر كغيره، هم لم يكونوا على وعى بخطورة الموقف، وهذا أدهشنى، لقد كانوا فى ملكوت آخر، ولم يستشعروا الخطر، والخطأ فى رأيى هو أنهم كانوا يرفضون نفسيا أن هناك معارضة ذات قيمة وأن الأمر كله مجرد مؤامرة عليهم سوف ينفلبون عليها، وليس غضبا شعبيا يهز أركان حكمهم. • متى كان موعد اللقاء؟ قبل شهر من 30 يونيو، وكان قصيرا نسبيا، لأنى كنت أريد كلاما محددا لا حديثا إعلاميا، وبالمناسبة فإن الغرب كثيرا ما كانوا يحصلون على وعود فى الصباح، وتزول عند الظهر خلال فترة الوساطة، أثناء حكم الإخوان مما كشف عن اضطراب فى قيادة الدولة التى اعتبرناها ثلاثية: الرئاسة مكتب الإرشاد وجزء من حزب الحرية والعدالة، وما يوافق عليه هذا لا يعنى موافقة نهائية أو موقفا نهائيا. • هناك من اعتقد انه كانت هناك فرصة سياسية للمصالحة ولكنها وئدت بفض الاعتصام؟ لا أعتقد أنه كانت هناك فرصة فى هذا الوقت تحديدا، فمطالب الإخوان كانت متمثلة بشكل رئيسى فى عودة مرسى أولا، ولو من حيث الشكل، والجو العام لم يكن يسمح بذلك، والاعتصام الذى زاد عن حده، حتى زمنيا، كان به قادة الإخوان الذين عبروا علنا عن العنف، مثل حديث البلتاجى عن سيناء، فهى تصريحات مهيجة ومغضبة للشعب والناس والحكومة، أرضية المصالحة لم تكن جاهزة، وأعتقد أن هناك سذاجة سياسية تسببت فى فقدان المصالحة. • ما هى الوصفة التى يمكن أن توصلنا إلى المصالحة أو التهدئة؟ هناك بعض الأفكار، منها ضرورة أن يتقدم صفوف الإخوان شباب يعى متطلبات القرن الحادى والعشرين، وعلى رأسها التعليم والعلوم. ومقدار الأخطاء الكبرى التى ارتكبت فى السنة الماضية، ويجب القفز على بعض الأجيال لصالح جيل الشباب، وأيضا لابد من نبذ العنف بوضوح كامل، فلا يمكن أن تكون هناك منظمة ولها جهاز سرى أو ميليشيات، ونظام مواز للدولة.. باختصار لا يمكن التعامل أبدا أبدا مع مجموعة تقول «طظ فى مصر». • هم يصرحون دائما بنبذ العنف، فما مدى وضوح ذلك؟ بالطبع ليس واضحا، بل العكس هو الواضح، ما حدث فى ميدان رمسيس واعتلاء مئذنة مسجد الفتح وضرب الرصاص واحتراق عدد من الكنائس، وبعض المنشآت والمؤسسات وأقسام الشرطة، يؤكد أن العنف لا يزال يشكل اتجاه تصرفاتهم. وحين كانوا فى الحكم عارضتهم ليس لكونهم إخوان، فقد جاءوا بصندوق الانتخابات، بل لأنهم غير أكفاء وإعتراضى كان على سوء إدارة مصر. • ما هى نتائج لقائك بمستشار الرئيس الإعلامى أحمد المسلمانى؟ كلها لقاءات تهدف إلى تهيئة الموقف السياسى فى إطار تنفيذ خارطة الطريق ومواجهة الإرهاب. • هل تواصلت مع قيادات الإخوان عقب لقاء المسلمانى؟ لا، قمت كثيرا بذلك من ذى قبل كما هو معروف، أنا انتظر الوقت المناسب من أجل الحوار طبقا لخارطة الطريق وفى إطارها وليس بالخروج عليها. وأنا أعرف قيادات جيدة بالجماعة مثل محمد على بشر وعمرو دراج، لكن التساؤل الأهم هو هل يستطيعون أن يتخذوا قرارا. • ما توقعاتك لشكل المواجهة فى الفترة المقبلة؟ هناك شعور قوى بأن ما يفعله الإخوان خطأ سياسى كبير، سواء فى حكمهم أو فى معارضتهم، وهذا لا يمكن أن يؤدى لحوار فورى الآن، وهنا اتساءل هل التيار القطبى جاهز لأى تفاهم، أم لا يزال مؤمنا بطريق العنف والدم. وخارطة الطريق هى التى تسير فى مقاومة الإرهاب. • فهل يمكن أن يتكرر سيناريو الجزائر؟ علينا أن نستبعد النموذج الجزائرى، فإخوان الجزائر لم يكونوا قد وصلوا للحكم، على عكس حالة إخوان مصر، ففشلهم فى الحكم وتجربتهم أصبحت حجة لدى المواطنين لاتخاذ موقف مضاد منهم، والشعب المصرى متوحد تقريبا تجاه أداء الاخوان، وعلى الأقلية الأخرى أن تفهم أن ما فعلوه ليس قلي. • كيف نفرق بين الداعين إلى العنف والنشطاء السلميين؟ طبعا لن ننشئ جهازا للتفرقة بين الفريقين، ولكن هناك معايير مثل وجوب أن يكون النشاط السياسى غير مشتمل على التحريض والتهيج.. التعبيرات السياسية ليس من بينها التكفير والتخوين وتوزيع المواطنين بين الجنة والنار، كما أن من ضمن معايير التفرقة بين الفريقين، تسليم السلاح، والكشف عن مخازنه ونبذ العنف رسميا. • كيف ترى حادثة محاولة اغتيال وزير الداخلية ومن مدبرها؟ هى جزء مما هو قائم من استخدام العنف، وهذا شىء خطير ومؤشر على استمرار العنف بأشكال مختلفة وقد تتضمن محاولات أخرى من الاغتيالات والتفجيرات ولكنها ستنتهى. • قد تصل لقادة الجيش أو الحكومة؟ الله أعلم إلى أين ستصل، إذا كان الاغتيال بدأ بوزير الداخلية. • كيف يمكن منع الأحزاب ذات المرجعية الدينية عبر الدستور؟ يجب أن يترجم على الأرض بالقانون، وممارسته، فالدستور والقانون يجب أن يكونا واضحين، فما يحدث الآن ليست ممارسة للدين بالطبع. • ماذا عن حزب النور وهو ذو مرجعية إسلامية أيضا؟ سنرى كيف يجرى النقاش، لأن حزب النور لديه مرونة سياسية واضحة. • كيف ترى تنفيذ توصية هيئة المفوضين بحل جمعية الإخوان؟ الهيئة تقدم تقريرها للمحكمة وعلينا أن ننتظر الحل بالقانون، وعموما فلا يصح أن توجد هيئة أو جماعة ولديها أصول وممتلكات سرية أو جهاز سرى مسلح، لأنها ستؤدى لدمار المجتمع والدولة، وقطعا أشار تقرير هيئة المفوضين لذلك، ولا يمكن تبنى «دولة» تعمل داخل الدولة. • هل دخلت الدولة بالفعل فى مواجهة شاملة مع الإخوان؟ بالطبع، فالجماعة هى التى بدأت فى مواجهة الدولة. • بالنسبة للنظام الانتخابى هل تؤيد القائمة أم الفردي؟ انا أؤيد الفردى، لكنى آخذ فى الاعتبار أحزاب جبهة الإنقاذ، ومن الممكن أن نتحدث عن صيغة تسمح بإجراء الانتخابات وفق النظامين معا. • هل ستخوض الجبهة الانتخابات بقائمة موحدة؟ سنحاول، لكن علينا أن نأخذ فى الاعتبار أيضا أن الجبهة مكونة من أحزاب متباينة الأفكار والبرامج الاقتصادية، بل والسياسية. • هل يمكن أن ينتهى عمرها بانتهاء الانتخابات؟ سيكون هناك حديث آخر، بعد الانتخابات، فمن الممكن أن تشكل كتلة سياسية باسمها فى البرلمان. • لكن هناك قيادات بالجبهة ترفض نظام الفردى خوفا من عودة الفلول والإخوان؟ هو حديث يحتمل الصواب والخطأ، لكن الفردى يعبر عن إرادة الجماهير، ويجعل النائب ملتزما أمام الجماهير بأن يأخذ مصالحهم فى الاعتبار، لكنه قد يعيد العصبيات والقبليات، وعموما فإن الإخوان حصلوا بنظام القائمة على مقاعد أكثر مما حصلوا عليه فى الدوائر الفردية، أما عن الفلول فعن أى فلول نتحدث وقد صار الإخوان فلولا أيضا. • هل ستترشح فى الانتخابات الرئاسية المقبلة؟ لا، وقد سبق أن أعلنت هذا القرار من قبل. • هل يمكن تغيير هذا القرار؟ الله اعلم، ولكن حتى اللحظة الراهنة لن أترشح. • هل ستؤيد الجبهة مرشحا للرئاسة؟ لا أظن، لكن قد يحدث هذا، وإذا اجمعت الجبهة على مرشح فلا مانع. • ما هى مواصفات الرئيس الذى تحتاجه مصر الآن؟ دعنى أحدثك عما يريده المصريون الآن فى الرئيس القادم، هم يريدون رئيسا حاسما باترا، قادرا على اتخاذ القرار الحازم مهما كانت فعاليته السياسية، على ألا يتعارض مع الدستور، فالمزاج المصرى الآن أصبح غاضبا خائفا من الفوضى والإرهاب. • ومن تنطبق عليه هذه الصفات؟ بمنطق الأمور فإن مع الحديث عن الحسم والقدرة على البتر واتخاذ القرار، تتطلب شخصيات واضحة، وربما ولكن ليس بالضرورة ذات خلفية عسكرية. • هل نتحدث اذن عن الفريق اول عبدالفتاح السيسى؟ نعم يتبادر إلى الذهن المصرى مباشرة أن المطلب رئيس عسكرى، وقد يكون هناك مدنيا يفهم ذلك، ويقدر عليه، والفريق عبدالفتاح السيسى، فى لحظتنا تلك هو أكثر الناس شعبية فى مصر. وإذا ترشح فسيفوز باكتساح، وذلك طبقا للوضع الحالى واللحظة الراهنة. • وماذا عن الانتقادات التى يمكن أن توجه لاختيار رئيس عسكرى؟ الانتقادات معروفة وتتصل بتجارب سابقة وتناقضها مع الديمقراطية، ولكن من الممكن أن يكون عسكريا سابقا، ولكنه منتخب فى إطار ديمقراطى حقيقى، فهذا مهم قانونيا، ومصلحة مصر هى الأساس فى اتخاذ هذا القرار، فإذا استمر الوضع بهذا الشكل والخوف من الإرهاب والخلايا النائمة، فمن المصلحة، كما يراها الشعب، أن يكون المرشح ذا خلفية عسكرية. أما إذا تغيرت الظروف فوجود المدنى الحاسم سيكون مطلوبا. • إلى أى حد تأثرت شعبية التيار الاسلامي؟ يختلف كثيرون حول شعبية الإخوان فهناك من يقول إنها لا تتعدى 20 %، وآخرون يرونها 25 %. والأمر ينطبق على الإسلاميين بشكل عام، إخوان وغير إخوان، ولكن لا شك أن الشعبية تراجعت. • ومتى يستطع التيار الاسلامى استعادة شعبيته؟ بالنسبة للإخوان سيتوقف مصيرهم على الاستقرار ومدى نجاح الحكومة، هم سيحاولون إفشالها ولكن الحكومة الكفء تستطيع أن تمضى قدما، لكنى أؤكد أنهم لن يشكلوا أغلبية برلمانية فى الانتخابات المقبلة، ولن يفوزوا فى الانتخابات الرئاسية القادمة. أما عن الإسلام السياسى فقد تلقى ضربة على المستوى الإقليمى والدولى، هى طعنة ليست بالضرورة مميتة لكنها مؤثرة فى عافيته تأثيرا كبيرا، ولن ينجو منها أو يستعيد قوته قبل عقود. • ما تقييمك لتشكيل وأداء حكومة الببلاوى؟ طالبت منذ البداية أن تكون حكومة مصغرة تضم فى عضويتها من 15 إلى 20 وزيرا، بحيث تكون حكومة أزمة تدير الأعمال لمدة 6 أشهر، وتتعامل مع وضع استثنائى، لذا لم أؤيد تشكيل حكومة مكونة من 37 وزيرا، كما أن عدم تمثيل جميع الأحزاب يمثل إحدى نقاط ضعفها، لكن علينا أن ندفعها للعمل لتوقف تدهور الاقتصاد والأمن، وأن نؤيدها ولا فائدة من تكرار انتقاداتنا. • ما حقيقة الموقف الأمريكى تجاه مصر؟ مصر بالنسبة لأمريكا مهمة جدا، والأمريكان «حاطين مصر طبعا فى دماغهم»، لأهميتها بشكل عام والأهمية الاستراتيجية بشكل خاص، وستأخذ أمريكا وقتا فى تغيير موقفها، وقد بدأوا بالفعل يفكرون فى تغيير رؤيتهم تجاه مصر، ولكن الوضع سيأخذ مزيدا من الوقت. • هل دفاعهم عن الديمقراطية هو دفاع عن الإخوان؟ هناك مبالغات كثيرة فى هذا الأمر فالسفير أو السفيرة لا يمكن أن تخرج عن متطلبات عملها، وتعليماتها، والتواصل مع الإخوان جزء من سياساتهم، إنما مصر بالنسبة لهم أهم، ودعنا نعترف أن هناك أزمة. المهم أن ندير الأمور من جانبنا بذكاء وحنكة، أمريكا هى أكبر دول العالم من حيث النفوذ ولكننا لا نتفق مع سياساتها فى المنطقة أو بتدخلها فى الشئون الداخلية. • ما تعقيبك على اختلاف تصريحات قادة الغرب عموما وأمريكا تحديدا؟ إنها نظرية البناية، فأمريكا مثل العمارة،فهناك الكونجرس والاعلام والجيش والمؤسسات الاقتصادية وليست مجرد رئيس فقط، وفى نهاية الأمر الكل يعود لهذه العمارة، ففى الممارسة تختلف الأحاديث، لكن هناك خط يربط بين كل هذه الأحاديث، ومن يفهم الأمريكيين يرى هذا الخط، فأمريكا لها مصالح كبيرة وتجيد التواصل مع الجميع، مع الإخوان وقياداتها والشوارع والميادين. هى «سياسة اضرب ولاقي»، واختلاف مستوى الاتصالات وأحيانا مضمونها يثير البلبة وهى إحدى الوسائل الدبلوماسية. • إذن فالقرار الأمريكى متوقف على ما سيحدث على الأرض بمصر؟ ينطبق هذا على أمريكا، أما الغرب فأقل نسبيا، الأمر يتوقف على طريقتنا فى إدارة للأمور، هم لا يرسلون مبالغ نقدية، بل استثمارات وغيرها، وفى هذا الصدد أود أن أشكر كل الدول العربية التى وقفت بجانب مصر مثل السعودية والإمارات والكويت. • ما الذى يجب أن تفعله مصر تجاه سوريا؟ لا شيء، فأنت لست فى موقف قوة يؤهلك لأن تفعل شيئا، نحن لسنا فى وضع صحى سياسيا، فما فائدة أن تساهم بما يعيد عليك بالضرر، دون أى قدرة على الإسهام. • هل ترى فى إعلان مصر، أنها ضد الضربة، موقفا جيدا؟ مؤكد فهذا أمر ضرورى. فيحب ألا نكرر ما حدث فى العراق بناء على تكهنات أو توقعات، بل ربما كذب • من وجهة نظرك إلى أين ستتجه الأمور؟ لو حدثت ضربات ستكون رمزية، والأمر بيد مجلس الأمن. • وماذا بعد؟ سيستمر الوضع على ما هو عليه، لكنى أرى أن هناك تغييرا فى الموقف الغربى تجاه ضرب سوريا من عدمه، وهناك رسالة لإيران، فضرب سوريا فى جزء منه إيقاع الضرر بالاستراتيجية الإيرانية، أى أنها ضربة مزدوجة. • هل من يمكن أن ترتد الضربة للقاهرة؟ الآن لا، كان ذلك ممكنا سابقا، لو كنا استمررنا فى ظل السياسات السابقة، وأقمنا محورا يربط إيران بالقاهرة ودمشق. • هل أنت متفائل؟ لا أستطع أن أقول إنى متفائل تماما، فالأمر يتوقف على طريقة إدارة الأمور، هناك دائما أمل، فمصر محروسة وشعبها استيقظ، ومواطنوها يرفضون الأمر الواقع والحال المائل، وهذه تركيبة تبعث على التفاؤل.