ينبغى أن نتابع التطورات الجارية فى مصر بهدف المحافظة على مصالحنا الحيوية: ضمان الهدوء على حدود سيناء، والمحافظة على معاهدة السلام، واستقرار الأوضاع فى مصر. ولا يقل أهمية بالنسبة لنا أيضاً فى المستقبل، تجنب احتضان الحكومة المصرية حركة حماس. إن مواصلة التنسيق مع الجيش المصرى فى كل ما يتعلق بالجهود المبذولة لمنع الإرهاب من الانتشار فى شبه جزيرة سيناء، أمر حيوى. ومن هنا، ينبغى مواصلة إظهار المرونة إزاء دخول قوات مصرية إلى سيناء بسبب تلاقى المصالح الإسرائيلية والمصرية هناك. أما بالنسبة لقطاع غزة، فإن إغلاق الأنفاق الحدودية يسمح لإسرائيل بإظهار سخاء أكبر فى كل ما يتعلق بالممرات بينها وبين القطاع، بالتنسيق مع مصر. كما أن إسرائيل مفيدة جداً للحكم المصرى الحالى فى تعامله مع الغرب. إن ادعاء أن ما حدث لم يكن انقلاباً عسكرياً مدعاة للشفقة. فما حدث هو انقلاب عسكرى يهدف إلى منع تدهور الحكم نحو ثيوقراطية مستبدة. وبوسع إسرائيل المساعدة فى إقناع الغرب بذلك، شرط أن يكون النظام المصرى أكثر حذراً، ويمتنع عن قتل مواطنيه. لكن إذا استمر الوضع الحالى وزادت أعداد القتلى بين المواطنين، لن تستطيع إسرائيل منح تغطية حتى هادئة وسرية، للنظام الحالى. ومن جهة أخرى، علينا أن نشرح لأولئك الذين هم الآن فى قمة هرم السلطة فى مصر، أنهم كلما أجلوا موعد الانتخابات لشتى مؤسسات الحكم، سيكون من الصعب منحهم التغطية المطلوبة. إن العلاقة الجيدة مع مصر هى أحد أهم الاعتبارات التى تقوم عليها السياسة الخارجية والأمنية لإسرائيل. ويجدر التذكير بسحب سفير مصر لدى إسرائيل بسبب عملية عمود السحاب، وبأنه لا يزال فى القاهرة حتى الآن. فالعداء لإسرائيل قائم فى أوساط الإخوان المسلمين والمتظاهرين العلمانيين على السواء برغم أنه ليس همّهم الرئيسى. وإذا أسفرت الانتخابات المصرية عن حكومة مستعدة للتباحث معنا، فسينبغى التفكير معاً بنشاطات تخفض منسوب العداء لإسرائيل. ولا يجوز أن تكون المساعدة الأمريكية لمصر هى السبب الوحيد لاحترام اتفاقية السلام بين الجانبين، فلدى إسرائيل حلول عديدة لمساعدة مصر فى مجالات الزراعة والمياه وغيرها. ليس هناك سبب يمنع مصر من الاستفادة مما فى وسعنا عرضه عليها. ومما لا شك فيه أن اتفاق سلام إسرائيلى مصرى، يفضى إلى تحقيق مبادرة السلام العربية سنة 2002، وفى إثر ذلك إلى فتح سفارات لدول العالم العربى والإسلامى فى إسرائيل، سيؤدى إلى تغيير ملحوظ جداً فى نظرة المصريين لإسرائيل.
زعيم سابق لحركة «ميرتس» يسرائيل هيوم نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية