في الأسبوع الأول من شهر أكتوبر القادم ستختفي جميع معالم «الاعتصام»، وسيكون الميدان حاضرًا وشاهدًا خلال شهر «الانتصارات» على احتفالات ذكرى نصر السادس من أكتوبر، وذلك بعدما قررت القوات المسلحة أن تضع لمستها العسكرية ب «نصب تذكاري» في وسط رابعة العدوية. تجري عمليات الترميم والتجديد في ميدان رابعة العدوية على قدم وساق منذ ما يقرب من 10 أيام ولمدة شهر آخر؛ لإزالة كل آثار الاعتصام وفضه، التي خلفت العديد من الخسائر والمخلفات، سواء في المباني نفسها أو في الطرقات والأرصفة. لم ينته العمال بعد سوى من ترميم مستشفى رابعة العدوية ومركزها الطبي بالكامل، والتي عادت لها الحياة واستئناف العمل من جديد بصورة كاملة، وجاري الآن إصلاح المسجد ودار المناسبات المجاورة له وكذلك الأرصفة. يوضح العميد طارق محمد السيد، من الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، ومسؤول عملية الترميم في منطقة رابعة كيف تتم عملية التجديدات، واصفًا في حديثه ل «بوابة الشروق» الوضع بعد فض الاعتصام مباشرة، قائلا «عندما بدأنا بالمسجد وجدنا أن كل شيء كان شبه مدمر بالكامل من حيث البياض والديكورات وكل شيء وكانت الحالة سيئة». لم يتم حتى الآن تقدير قيمة الخسائر وتكلفة عمليات الترميم والإصلاحات، حيث أكد العميد طارق، أن الخسائر كانت كبيرة وكلما يعملوا أكثر يكتشفوا مشكلات جديدة، مضيفًا أنه «تم إزالة التكسير لكل الأجزاء التالفة، كما تم نقل مخلفات الاعتصام والتي كانت حوالي 7500 متر مكعب». نعمل 24 ساعة حتى ننتهي من هذه الأعمال في الأسبوع الأول من شهر أكتوبر»، وفقًا لما صرح به العميد طارق السيد، واعدًا المواطنين بإعادة فتح الطريق من الجانبين أمام السيارات، خلال أسبوع على أكثر تقدير. الميدان الذي شهد أكبر اعتصام لجماعة الإخوان المسلمين في صراعهم وتظاهراتهم للمطالبة بعودة الرئيس المخلوع محمد مرسي، أزيلت منه كل العلامات والشواهد التي دلت يومًا عليهم، وبدلا من الاكتفاء بإزالتها، قررت القوات المسلحة ترك بصمتها النهائية فيه، وفي منتصف الميدان يجري العمل في «نافورة» دائرية لتضع القوات المسلحة في داخلها لمستها العسكرية بإقامة «نصب تذكاري»، قال العميد طارق السيد عنه: «سيكون دليلا على اتحاد الجيش والشرطة والشعب... إيد واحدة». أما عن عمليات ترميم الأرصفة والمساحات الخضراء في رابعة العدوية، يقول عبد المطلب محمد أحمد، رئيس العمال بشارع الطيران والمسؤول عن الحدائق "إنهم جاءوا في اليوم التالي للفض وبدأوا في العمل حتى انتهوا من عمليات الترميم في شارعي النصر والطيران". يضيف عبد المطلب، الذي شهد عملية فض الاعتصام في بدايتها ولم يستطع البقاء بسبب كثافة الغاز المسيل للدموع، أنهم انتهوا من زراعة طريق النصر، وجاري العمل في الطيران، الذي سيتم الانتهاء منه كاملا بعد 10 أيام، بحسب قوله. ومن أجل التطوير إلى الأفضل، قام العاملون في محيط رابعة بزيادة القدرة الاستيعابية لعدد المصلين في المظلة الخارجية للمسجد، من 1000 مصلي إلى 2500 مصلي.