دبت الحياة بشكل بطىء فى أرجاء محافظة شمال سيناء، صباح أمس، بعد يوم وصف ب«الأسود» استشهد فيه 25 جنديا وأصيب اثنان من قوات الأمن المركزى على يد إرهابيين فى رفح، فيما أعلن المتحدث العسكرى للقوات المسلحة، أن قوات الجيش الثانى الميدانى داهمت عددا من البؤر الإجرامية بمدينة رفح، وتمكنت من القبض على 11 من العناصر الإرهابية بينهم اثنين يحملان الجنسية الفلسطينية. وكانت مدينة العريش قد شهدت، مساء الاثنين، هجمات على مقرات الأمن فى ضاحية السلام، حيث أطلق مسلحون قذيفة «آر. بى. جى» تجاه مقر الاستخبارات العسكرية والتى سقطت فى مكان خال قرب المقر، فيما أطلق مسلحون وابلا من الرصاص بشكل عشوائى على المبانى الأمنية ومنها إدارة مرور شمال سيناء ومقر المحكمة ومديرية الأمن وديوان المحافظة والكتيبة «101» العسكرية، وقسم أول العريش والسجن المركزى، وردت قوات الجيش بإطلاق رصاص كثيف أسهم فى فرار المسلحين إلى مناطق جنوبالعريش. من جهتها طافت قوات الجيش والشرطة بدوريات مشتركة على الطريق الدائرى الجنوبى، وتم ملاحظة رفع بعض الحواجز الأمنية التى تتعرض للهجمات بشكل شبه يومى، مع الإبقاء على الارتكازات الرئيسية، فيما تم تسيير دوريات مدرعات «الفهد» و«الجورخا» على تلك الطرق لمراقبة الالتزام بحظر التجوال، وتم اغلاق الطريق الدولى العريش رفح منذ الرابعة عصرا لمنع أى تحركات مشتبه فيها، بينما داهمت قوات خاصة مناطق فى العريش والشيخ زويد وألقت القبض على عدد غير محدد من الاشخاص وتم نقلهم فى سيارات مدنية إلى مقرات الأمن بالمدينة. وأفاد مصدر أمنى سيادى بأن أجهزة الأمن لديها خارطة تكشف التنظيمات المسلحة وقياداتها وعدد من عناصرها، وأنه جارٍ القبض عليهم، مشيرا إلى أن قوات الأمن تتخذ خطوات مدروسة قبل شن حملات واسعة لتمشيط المناطق المشتبه بها، حرصا على أرواح السكان المحليين، خاصة وان المسلحين يقومون بتفخيخ الطرق الفرعية بين السكان بالعبوات الناسفة. وأكد شهود عيان فى تفاصيل جديدة حول واقعة استشهاد الجنود قرب رفح، أن خطة محكمة للايقاع بالجنود تم تنفيذها من 3 مجموعات مسلحة قسمت أنفسها فى 3 مواقع عند قرية السادات وتجمع «ولى لافى» غرب رفح، حيث أوقفت المجموعة الأولى السيارات المارة واخطارهم انهم يقومون باعمال «توسيق» وهى (عادة عرفية تقضى باحتجاز سيارة الخصم لاجباره على الخضوع لجلسات القضاء العرفى لاسترداد الحق). وقال الشاهد انه تم توقيف سيارة اجرة وتم السماح للحافلتين التى تنقلان الجنود بالمرور، فيما أغلقت مجموعة ثانية الطريق بنفس الطريقة عند قرية السادات المجاورة على الطريق الدولى وإخطار السائقين بانهم يقومون باعمال «توسيق»، وبعد انطلاق الحافلتين من عند المجموعة الاولى استوقفتهم مجموعة ثالثة كانت فى المنتصف بين المجموعتين، وأجبروا الجنود على الانبطاح وبدأ إطلاق الرصاص عليهم. وكانت تقارير الطب الشرعى الأولية فى المستشفى العسكرى بالعريش، أن المسلحين اطلقوا عيارا ناريا فى الرأس والظهر والرقبة لكل جندى، عدا الاثنين الناجين اللذين أصيبا بعيارين ناريين لكل واحد فى الرقبة والساعد، وهذا يرجع ربما لارتباك المسلحين وقيامهم بسرعة تنفيذ المهمة للفرار. من جانبها أحكمت عناصر القوات المسلحة بمدينة رفح سيطرتها على انفاق التهريب، وواصلت حملات مداهمة الانفاق واغلاق وردم بيارات تجميع الوقود المهرب وتدمير مضخاته، قبل تهريبها إلى قطاع غزة عبر الانابيب البلاستيكية من خلال فتحات الانفاق.