«التايم»: الإخوان سيعودون مرة أخرى أكثر تنظيما للانتقام من الجيش ومؤيديه

ذكرت مجلة التايم الأمريكية، أن الفريق أول عبد الفتاح السيسي، بدأ في تفعيل التفويض الذي كان قد طلبه من الشعب المصري لمواجهة العنف والإرهاب المحتمل، عندما قامت قوات الأمن من الشرطة والجيش بمهاجمة المعتصمين بالقاهرة والإسكندرية وعدة محافظات أخرى في أنحاء مصر.
واعتبرت مجلة التايم، في تقرير نشر أمس على موقعها، أنه سيتضح مع الوقت ما إذا كان السيسي قد قضى بالفعل على جماعة الإخوان وحلفائها أم لا، مشيرة إلى أن ما حدث دق المسمار الأخير في نعش أحد أهم الحركات السياسية في مصر وهي «الليبرالية».
وبالرغم من استقالة الدكتور محمد البرادعي، على خلفية أحداث العنف أمس، أكد التقرير أن العديد ممن يصنفون أنفسهم على أنهم «ليبراليون»، دعموا "انقلاب يوليو"، طبقا لما وصفته التايم، كما دعموا الحملات الأمنية التي شهدتها البلاد أمس.
وأشارت المجلة في تقريرها، إلى تفهمها لقلق غالبية المصريين من التعصب الديني لجماعة الإخوان المسلمين ونظرة الذعر لهم على المستوى العالمي، مؤكدة أن ليبراليي مصر أيدوا المجلس العسكري - وهو النظام نفسه الذي احتجوا ضده خلال ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011 والتي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك، بحسب ما أشار التقرير.
وتساءل التقرير عن أسباب تحول الليبرليين من الديمقراطية، وإن كانت غير كاملة، إلى العسكر مرة أخرى، وهو ما شرحه صموئيل تاضروس في كتابه الأخير «الوطن المفقود»: السعي المصري والقبطي للحداثة، أن الليبراليين اعتمدوا دائما على الدولة في تقدمهم وتعليمهم وتوظيفهم ووضعهم الاجتماعي.
وأكد التقرير أن الليبراليين، قاموا بصفقة سيئة بدعم الجيش، معتبرا أنهم لم يمهدوا لهذه الليبرالية وجعلوا الطريق مفتوحا للإسلاميين، الذين بنوا على مدار 80 عاما قاعدة شعبية من العقيدة السياسية، من جانب والخدمات الاجتماعية من جانب آخر، والتي أكسبتهم الاحترام والتأييد، وهو ما كان سببا لفوز محمد مرسي بانتخابات الرئاسة.
واختم المجلة تقريها بقولها: "بالرغم من القمع الأمني الذي قام به السيسي، سيعود الإخوان بالتأكيد مرة أخرى، ولكن في المرة القادمة سيكونوا أكثر تنظيما، للانتقام من الجيش والملايين الذين أيدوا استباحة دمائهم".