لم تكن نشأة الكاتب والسينارست محمد صفاء عامر فى محافظة قنا بصعيد مصر مجرد صدفة عاشها كأى شخص ولد بالصعيد، بل إنه استطاع بحسه الفنى أن يسطر هذه الحياة على أوراقه الخاصة التى حملت لنا نفحات من عادات وتقاليد يجهلها الكثيرون منا. قدم عامر فى مشواره الفنى أكثر من 11 عملا دراميا عن الصعيد حملوا نقدا للعادات السيئة فى صعيد مصر بداية من مسلسله الشهير «ذئاب الجبل»، الذى تناول فيه قضية الثأر، وهى من أكثر القضايا التى تؤرق حياة الصعيد، حتى وصل بنا إلى طغيان وظلم أثرياء الصعيد فى «أفراح إبليس». وبالرغم من التطور والتقدم الذى شهده الصعيد فى الآونة الأخيرة، إلا أن عامر استطاع أن يبرز من خلال أعماله أن الصعيد فى مضمونه مازال كما هو، فالمتعلمون هناك مازالت تحكم أفكارهم العادات والتقاليد، والفتاة المتعلمة هناك لا يزال تفكيرها لا يختلف كثيرا عن تفكير أمها الأمية، حتى القهر الاجتماعى لا يزال موجودا رغم انتشار التعليم. كما استطاع الكاتب الكبير أن يغير فكرة تناول بعض الأعمال الدرامية للرجل الصعيدى على أنه رجل غبى وشديد القسوة وقاتل، ففى أعماله أظهره على أنه رجل ذكى ورومانسى ويتغير بالحب. ومن أهم المسلسلات التى قدمها عامر وعالج من خلالها مشكلات الصعيد، مسلسلات: «أفراح إبليس» 2009، «عدى النهار» 2008، «نقطة نظام» 2007، «حق مشروع» 2007، «حدائق الشيطان» 2006، «الحب موتا» 2005، «أمس لا يموت» 2003، «مسألة مبدأ» 2003، ومسلسل «الضوء الشارد» 1998. أما عن أعماله السينمائية فلم يخض «عامر» شاشات السينما سوى ببضع أفلام هى: «الهروب إلى القمة» 1996، «الطيب والشرس والجميلة» 1994، «اتفرج يا سلام» 2001، «الشيطان يقدم حلا» 1991، وأخيرا فيلم «صعيدى رايح جاى» 2001.