رصد موقع دويتشه فيله حرب مقاطع الفيديو بين الخصوم السياسيين فى مصر، ونقل عن أحد مسئولى موقع مصراوى قوله إنه يتلقى كل يوم العشرات من الرسائل الإلكترونية من المكتب الإعلامى للجيش والإخوان، وهى رسائل مصحوبة بالصور والفيديوهات». ولفت التقرير إلى أن موقعى فيس بوك وتويتر لم يعودا حكرا على المواطنين، كما تقول آنه أنطوناكيس ناشف، باحثة العلوم السياسية فى المعهد الألمانى للدراسات الأمنية والخارجية فى برلين، والمتخصصة فى وسائل التواصل الاجتماعى فى العالم العربى. «منذ ثورة 2011 يتم توجيه النقاشات فى الإنترنت حسب المصالح السياسية والحزبية، لأن السياسيين أصبحوا واعين لفيس بوك وتويتر كوسيلتى تواصل مؤثرتين». ومنذ ثورة 2011 أنشأ الجيش وكذلك جماعة الإخوان المسلمين حسابات رسمية على فيس بوك وتويتر. وحسب موقع «آراب سوشل ميديا ريبورت» وموقع «انترنيت وورلد ستايت» ارتفع عدد مستخدمى فيس بوك فى مصر من 6.5 مليون مستخدم منذ أبريل 2011 إلى 12 مليون مستخدم فى ديسمبر 2012، أى تضاعف تقريبا عدد مستخدمى فيس بوك فى مصر. ورصد الموقع انتشار صور وفيديوهات دموية فى وسائل التواصل الاجتماعية، لحوادث إطلاق نار ولصدامات بين الإسلاميين وقوات الأمن. واحدة من تلك الفيديوهات الصادمة تعود للمصور الصحفى أحمد سمير عاصم، حيث نرى رجلا على السطح يطلق النار، ثم فجأة يوجه سلاحه باتجاه الكاميرا. هذا الفيديو الذى ينتهى بهذا المشهد أصبح مادة إعلامية للكثير من المقالات. بل إن أحمد سمير عاصم قام بذلك بتصوير موته بيده. الراحل، البالغ من العمر 26 عاما، كان مصورا صحفيا بصحيفة حزب الحرية والعدالة. عبر حسابهم على تويتر قامت جماعة الإخوان بنشر فيديو لتكريم أحمد سمير عاصم، مصاحَب بموسيقى تصويرية. ينتهى هذا الفيديو بلقطة مكبرة لجثمان عاصم وآلة تصويره الملطخة بالدماء. ولم ينتظر الجيش وقتا طويلا ليرد. ففى فيديو مصور يظهر أحد الجنرالات يتوعد باعتقال كل من يحرض الشعب. «المشكلة هى أنه عندما تستخدم الصور والفيديوهات، لتعبئة الأنصار، وتحديث الصفحات الشخصية للمستخدمين، لا يمكن فلترة هذه المعلومات بشكل جيد». كما تقول الخبيرة فى شئون الانترنت آنا أنطوناكيس ناشف فى حوار مع DW. منذ أيام قام نشطاء تابعون لجماعة الإخوان المسلمين بنشر صور لأطفال مقتولين بطريقة بشعة، وذلك ليقولوا للعالم، ها هو الجيش لا يستنكف عن قتل الأطفال الأبرياء. بسرعة تبين أن هذه الصور تعود لأطفال قتلوا فى سوريا. الأصوات المعتدلة لا مكان لها فى هذا العالم الافتراضى، فهى بالكاد مسموعة. صفحة «كلنا خالد سعيد» أعلنت بعد عزل محمد مرسى أنها ستكون محايدة، وهو الأمر الذى أحدث عاصفة من السخط لدى مستخدمى هذه الصفحة، والتى يقارب عدد مستخدميها 3 ملايين مستخدم.