بعد مرور سبعة أعوام على حرب لبنان الثانية، هناك شعور بالرضا حيال الهدوء على الحدود وازدهار المستوطنات الموجودة فى المنطقة. لكن فى الوقت عينه يجرى الاستعداد للمواجهة المقبلة. صحيح أن نصر الله لا يزال مختبئا وأن أنصاره يغرقون فى الوحل السورى، لكن فى أى لحظة يمكن لقاذفات الصواريخ أن توجّه نحو إسرائيل، وأن تطلق الصواريخ التى يملك حزب الله الكثير منها. وفى تقدير الجيش الإسرائيلى أن الحرب المقبلة ستكون مختلفة تماما بالنسبة للطرفين، وهى ستكون أكثر عنفا ودموية، ولا سيما بالنسبة إلى الجانب اللبنانى بعد أن ازداد عدد الأهداف التى يملكها الجيش الإسرائيلى بنسبة مائة فى المائة. لكن قوة حزب الله أيضا كبرت، وفى ظل الأزمات التى تعصف بدول المنطقة، تحول الحزب إلى أكبر عدو لإسرائيل فى الشرق الأوسط وبات الذراع الإيرانية التى تهدد بتدميرها. لذا، فإن خطط الجيش الإسرائيلى لمواجهة ذلك ستكون أكثر فتكا وإيلاما بالنسبة لحزب الله ولبنان بالمقارنة مع حرب لبنان الثانية. وفى تقدير الجيش الإسرائيلى أن الحرب المقبلة ستكون قصيرة ومكثفة تشمل ضربات جوية مكثفة ومناورات برية سريعة وصارمة وفتاكة. وفى الحرب المقبلة لن يكون هناك شىء فى مأمن من الضربات. وكان الجيش الإسرائيلى أرسل قبل سنة تحذيرا إلى سكان جنوب لبنان بشأن ما سينتظرهم فى حال واصل حزب الله استخدامهم واستفزاز إسرائيل. لكن يبدو أن من مصلحة الحزب حاليا الحفاظ على الاستقرار، لذا فهو لن يسارع إلى القيام بعمل ضد إسرائيل، فهو مضطر إلى المحافظة على دوره زعيما للمقاومة، وسيواصل إرهابه ضد إسرائيل من دون أن يتحمل مسئولية مباشرة.