«صورة السيسى اكتر حاجة بتتباع فى ميدان التحرير اليومين دول، عشان كده انا قررت اكتفى ببيعها» يقول الصبى الصغير فى محطة مترو الانفاق التى تقع اسفل ميدان التحرير، والذى كان يحمل كمية كبيرة من صور وزير الدفاع، عبدالفتاح السيسى، بأحجام مختلفة. «مبيعات صور السيسى تفوقت على مبيعات علم مصر فى الايام الاخيرة من شهر يونيو وبعد ما شال مرسى» يضيف الصبى الذى لا يزيد عمره عن 15 عاما تقريبا، ومع انه يرى ان بيعه لصور السيسى سيحقق ارباحا اكبر له بسبب الاقبال عليها من رواد ميدان التحرير، الا انه يسعى لمزيد من الترويج بارتداء عصابة الرأس التى تتلون بألوان العلم المصرى الاحمر والابيض والاسود، كما يرسم على خديه علم مصر. «انا بقدر بالرسومات دى اجذب زباين اكبر، وانا مش خسران حاجة فى الرسم دا عشان صاحبى هو إلى رسم لى علم مصر على خدى بدون مقابل رغم ان تكلفة هذا الرسم جنيه». وكانت الايام الاخيرة من شهر يونيو الماضى قد شهدت اول ظهور قوى للسيسى بعد زيادة التوتر فى البلاد وتصاعد المطالبات من المعارضة بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، ونجاح حملة تمرد فى جمع توقيعات كثيرة –تردد انها 22 مليون توقيع-من مصريين لعزل رئيس الجمهورية فى الذكرى الاولى لتولى الرئيس المنتمى لجماعة الاخوان المسلمين محمد مرسى، وتصدر السيسى المشهد بعد بيان مهلة ال48 ساعة للرئاسة والذى ابتعد فيه عن اللهجة العسكرية نسبيا واتسم بالعاطفية فى جمل عديدة فمثلا قال فيه ان هناك مهلة 48 ساعة للاستجابة لمطالب «الشعب الكريم.. الذى لم يجد من يحنو عليه»، ثم زادت شعبية السيسى بعد قرار عزل مرسى فى 3 يوليو، وتعيين رئيس المحكمة الدستورية عدلى منصور، رئيسا مؤقتا للبلاد لحين اجراء الانتخابات الرئاسية ووضع دستور للبلاد وإجراء انتخابات تشريعية فى فترة انتقالية حددها بستة اشهر. «صورة السيسى الكبيرة ب3 جنيهات، والصغيرة بجنيهين، لكن لو عايزة الكبيرة ممكن ابيعها لك بجنيهين فقط» يضيف الصبى، الذى يتسم بالمهارة فى ادارة تجارته الصغيرة، والذى يقبل بمبدأ «الفصال» لتزيد مبيعاته، لكنه ايضا يقبل بهذا المبدأ ليصمد فى المنافسة، حيث تُعرض صور السيسى فوق محطة المترو وعلى ارض ميدان التحرير الذى اصبح رمزا للثورة المصرية مؤخرا بسعر موحد وهو جنيهان لهذا الحجم». «الحقيقة ان صور السيسى بتتباع كويس وكمان بدأت صور الرئيسين الراحلين جمال عبدالناصر ومحمد انور السادات تجد اقبالا كبيرا من رواد التحرير»، يقول شاب اربعينى يبيع فى احد اركان الميدان منتجات تذكارية مختلفة، مثل الاعلام المصرية بأحجامها المتفاوتة والقبعات وأقنعة البلاك بلوك واعلام الالتراس الاهلاوى،. «ومع ان مبيعات صور السيسى قلت شوية بعد حادث المنصة لكنها ما زالت مع صور السادات وعبدالناصر تتصدر المشهد وسعرها جميعا موحد، وقد قررنا للاستفادة من ذلك بعمل صور بنفس الحجم تجمع السيسى وعبدالناصر والسادات لزيادة المبيعات». وكان عشرات من الاسلاميين المؤيدين للرئيس المعزول من قبل السيسى، والذين يطالبون بعودته للحكم دعما للشرعية قد قتلوا فى 27 من يوليو الماضى اثناء مظاهرات بالقرب من النصب التذكارى على يد الشرطة واصيب مئات اخرين، وذلك فى اليوم التالى لطلب الشعب للخروج فى مظاهرات لتفويضه للقضاء على الارهاب المحتمل فى اشارة لاعتصامات الاسلاميين بقيادة جماعة الاخوان المسلمين فى كل من ميدانى رابعة العدوية بمصر الجديدة والنهضة بالجيزة امام جامعة القاهرة، ورغم الجدل فى مصر حول شخصيات عبدالناصر، والسادات، الا ان الاول ما زال يحظى بشعبية كبيرة لأنه تخلص من الاحتلال الانجليزى لمصر فى بداية الخمسينيات من القرن الماضى، والثانى يعتبر رمزا للبطولة بعد قيادة البلاد لتحقيق النصر فى حرب اكتوبر فى عام 1973، وذلك على اسرائيل، بعد هزيمة يونيو فى عام 1967 فى عهد عبدالناصر. وربما هزيمة يونيو هى التى اضعفت مبيعات صورة عبدالناصر نسبيا عند المقارنة بالسيسى والسادات، وهو ما عبرت عنه شابة تخرجت فى كلية الالسن للغات حديثا، وتدرس للحصول على دبلومة، حيث طلبت صورتى السيسى والسادات، «ماشى انا احب عبدالناصر لكن مش قوى زى السيسى والسادات ومش لدرجة اننى اشترى صورة له»، على حد تعبيرها. ويضيف شاب آخر مسيحى ويعمل موظفا فى إحدى الكنائس، طلب شراء صورة السيسى «لأنه هدية من عند ربنا لحماية شعب مصر» بحسب قوله، لكن يرفض شاب ثالث يعمل صيدليا ان يشترى أىا من صور الاشخاص الموجودة ويفضل «حظاظة» على هيئة علم مصر ليضعها مثل الاسورة فى يده، «انا لا اميل لأى فريق وأجد ان الجميع يخطأ فى مصر حاليا» بحسب قوله. عندما طلب احد الزبائن شراء قبعة على هيئة علم مصر بسعر 10 جنيهات، وطلب ان يراها ظهرت صورة الرئيس المخلوع حسنى مبارك التى اطاحت به ثورة 25 يناير فى عام 2011 والمحبوس حاليا، «نعم هناك من يشتريها ليسوا كثيرين لكن فيه زبائن ليها من جماعة اسفين ياريس المتواجدة فى الميدان ايضا» بحسب الشاب الاربعينى.