رمضان بالنسبة لنا ليس موسما للعمل، لكنه مادة للعمل» يقول أحمد صفوت، باحث ومعد للأفلام الوثائقية. «فى رمضان لا نعمل كثيرا، لأن الضيوف الذين نصور عادة مع 3 منهم فى يوم التصوير العادى يكون من الصعب ضبط مواعيدهم معا، وقد نضطر للتصوير مع ضيفين فقط مما يرفع التكلفة، أو نلغى يوم التصوير». ومن أطرف المواقف التى حدثت فى رمضان ارتباط أحمد وفريق التصوير بموعد تصوير قرب المغرب، وكان الضيف يسكن فى آخر 6 أكتوبر، لذلك بعد أن انتهى التصوير لم يجدوا أى مطعم قريب واضطروا للإفطار على مياه فقط حتى أفطروا بعد أكثر من ساعة على الأذان. «نحن نفضل أن نركز فى رمضان على العمل النظرى، مع تأجيل التصور مع الضيوف قدر الإمكان إلى ما بعد الشهر الكريم» يقول أحمد مشيرا إلى أن العمل النظرى يقصد به تحضير بحث الفيلم وكتابة السيناريو والبحث عن المادة الأرشيفية الخاصة به كالصحف والتسجيلات القديمة. «رمضان يمثل لنا مادة ثرية لعمل الأفلام، مثل سلسلة أفلام قصيرة عن مظاهر رمضان فى كل دول العالم الإسلامى، أو مقارنة بين رمضان فى القرن الماضى ورمضان حاليا، أو أفلام قصيرة عن بعض مظاهر رمضان فى مصر كالفانوس أو عربة الفول». يرى أحمد أن الأفلام الوثائقية هى مستقبل الثقافة فى العالم، «صورة واحدة قد تقول ألف كلمة، وفيلم وثائقى لمدة ساعة قد يغنى عن قراءة 100 صفحة فى كتاب». الفيلم الوثائقى يكون متقنا بقدر تمتعه بعامل الجذب للمشاهد، «الأفلام التى ترصد مظاهر رمضان فى الدول المختلفة تحقق مشاهدة كبيرة، لأن الجمهور لديه فضول ليقارن بين الاختلافات بين مظاهر رمضان عنده، وبين المسلمين الآخرين فى دول العالم الأخرى». عامل آخر لتميز الفيلم الوثائقى هو دقة المعلومات، «الفيلم الوثائقى يعتبر وثيقة فى حد ذاته، فلا مجال لخطأ كلمة واحدة فى أى معلومة، لكن نحن نراعى أيضا عدم الإفراط فى المعلومات كى لا تسبب مللا للمشاهد، فى النهاية نحن نقدم فيلما نبحث له عن جمهور، مش هانشوفه لوحدنا». رغم كل جهود أحمد ورفاقه من صناع الأفلام الوثائقية إلا أن جمهورها مازال محدودا، قنوات قليلة فقط هى ما تقدم هذه الأفلام كقناة الجزيرة الوثائقية وقناة ناشونال جيوجرافيك، ولا يتابع الكثير من الناس هذه القنوات. «أتمنى أن نطور من انتاجنا من الأفلام لزيادة عناصر الجذب والمتعة، وفى نفس الوقت يتوفر لنا الدعاية الكافية، حتى نرى ذات يوم شعبية قنوات الأفلام الوثائقية لا تقل عن شعبية قنوات المسلسلات أو الطبخ، ونرى الناس تتناقل مواعيد الأفلام الوثائقية كما يتناقلون مواعيد مسلسلات رمضان» يقول أحمد.